صواريخ الرّئيس للدّمار الشّامل

Photo

في ركن ما أحدهم أصابته نوبة ضحك فُجئية بدون سبب ظاهر فانطلق في قهقهة متواصلة لدرجة أن تمرّغ على الأرض و بدأ يتقلّب ذات اليمين و ذات الشّمال و هو يحرّك ساقيه كمن يركب درّاجة و يمسك ببطنه كمن أصابه مغص شديد، كان جالسا على كرسيه و هو يداعب هاتفه و يرتشف قهوة سوداء و ينفث من سيجارته الدخّان في الهواء حينما انتابته تلك النّوبة فيما يشبه الصّرع ...أو حالة من الأيفوريا القُصوى ، لا يُعلم ما الّذي استثاره و كأنّه أصابه مسّ من الجنّ أو تعرّض لخبر صادم أصابه بخلل في الادراك ، أو كمن استنشق صاروخا من تلك التي تفقدك الاحساس بالمسافة و الزمن و ترسلك في رحلة الى المجهول فترى ما لا يرى و تضحك حينما يستدعي الوضع البكاء.

في الرّكن المقابل أحدهم تسمّر وتخشّب، غابت حركته بالكامل وتحوّل الى شبه صنم لا يتأثّر بلمسه أو حتى لطمه ولا يستجيب لأيّ نداء، كمكتئب أو مصاب بالفصام أو ربّما مستنشق لأحد أنواع الصّواريخ الأخرى وما أكثرها!

أحدهم يضحك ملء شدقيه حتّى بانت نواجده ولا يستطيع التوقّف عن القهقهة، وأحدهم يبكي في صمت ولا يستطيع التحرّك كفلم توقف فجأة إثر عطب مفاجئ، وكلاهما كانا يجلسان قبالة بعضهما في ركن بيتي الّذي يسكنني.

كلاهما كانا أنا، مرتبك ومتردّد ولا أدري ما أفعل، أأضحك أم أبكي على ما أشاهده من وضع مضحك مبك؟ هل هي تأثيرات صواريخ فخامته الّتي أعلن عن امتلاكها الجاهزة للإطلاق فوق منصّاتها؟

الاحتلال حماية؟؟؟ التّطبيع وجهة نظر بعد أن كان خيانة عظمى؟؟؟ ترذيل للأحزاب والتّعامل معهم بالمراسلة ورمي مقترحاتهم في سلّة المهملات لفرض ما رآه صالحا ولا صالح الّا فيما يراه ثمّ الاستنجاد بنفس تلك الأحزاب للتخلّص ممّن اختاره هو والعُصبة المحيطة به.

ما الّذي جرى؟ ألم تكن الأحزاب شرّا خالصا وهو المُخلّص من شرورها؟ الى متى هذا العبث بالوطن وبمستقبله؟ كيف اقناع هذا الطّفل المُتوحّد بأنّ الوطن ليس لعبة يلهو بها أو قصرا من الرّمال يشيّده ثمّ يهدمه كما يحلو له؟ كيف نقنعه بأنّ الدّستور يُقرأ ويُحترم ويُطبّق ولا يصلح للأكل؟ متى ننزع عنه صواريخه العبثية ذات الدّمار الشامل الّتي لن تبقي أخضرا ولا يابسا؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات