" الخبز مخبوز و الزيت في الكوز"

Photo

و الآن ما على صاحبة الرداء الأخضر و رفيقاتها الا ان أن يشمّرن على سواعدهنّ و يخبزنا بأيديهنّ لطويل العمر بعدما أشيع من محاولة أحد ضعاف النّفوس لتسميمه، عامل في مخبزة توفر للقصر احتياجاته من الخبز و مشتقاته ربما بسبب عطب في فرن قرطاج أو لعدم وجود خبًاز ماهر، تقول الحكاية أنّ رجل أعمال ربّما متوجّس من ان تصيبه بعض صواريخ الاصلاح أو ممّن لم تعجبه حكومة الرّئيس أو قد أصيب بخيبة أمل افقدته الرشاد ، قد أغرى عاملا و استدرجه لتسميم الرئيس بمقابل 20 الف دينار، هذا ما أوردته صحيفة الشروق التي كأغلب الصحف الورقية لم تعد تصلح الا لمسح....البلور.

الخبر اشاعة وجاري البحث عن مروجيها مع أنّه كاد المريب أن يقول خذوني! ترى من ذا الذي يريد استهداف الرئيس؟ وما خطورة ما قام أو يقوم به ليكون في موضع الاستهداف؟ اتراهم ممّن فقدوا بعض مصالحهم من جرحى الثورة وقد استرجعوها الآن ومعها اعتذار موصول؟ أم هم بارونات الفساد ممن على رأسهم ريشة وقد ازدادوا ريشا على ريشهم؟

أم هو فركفوني حداثي علماني تقدمي حتى النخاع لم تعجبه عربية الخطاب والاقتداء بابن الخطاب، مع أنّ سيادته برّأ ذمّته وأعلن الولاء والبراء للماكر ماكرون حتّى أنُه اعتبر الاحتلال حماية في سقطة لم يفعلها غيره؟

أم تراه قومي متعصب ثمل بشعار براق باعتبار التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة عظمى ليصحو من سكرته ويكتشف أنُ الخيانة شأن داخلي ووجهة نظر تحترم؟ أم هو ديمقراطي يؤمن بالحرية وبالأحزاب كشكل متقدم للتنظم يرى في توجه الرئيس خطرا داهما على المسار و طاغية في طور التشكّل و نفس هذا الديمقراطي يتُهم بالجبن و افراطه في السلمية و صاحب الايادي المرتعشة المفتقدة للمخالب؟

أم تراه طرف ثالث يريد أن يقلب الطاولة ويدخل البلاد في فوصى لا تنتهي حفاظا على مصالح البعض وعروش آخرين مع أنّ فخامته لم يخرج من بيت الطاعة ومستعد لتقديم أجلُ الخدمات لمن يطلب ذلك؟

سيناريوهات عديدة تشبه فلما هنديا ركيكا، تتناقض المعطيات لترمى في سلُة المهملات. لم يكن الأمر الجلل الذي خصُ طويل العمر سوى اشاعة أو ربُما تنافسا كيديا بين مخبزتين.

و لتفادي مثل هذه الشائعات التي تضرنا جميعا في زمن تراجع النمو الى مستوى درجات برودة سيبيريا و بعيدا عن مسرحيات كل الطغاة السخيفة و المفضوحة لاستدرار شعبية مفبركة و تعاطف زائف و هو سيناريو مقتبس من الكتب الصفراء و من الستينات، فلا ضير و لا عتب على سيدات القصر من ان يخبزنا بأيديهن الناعمات رغيفا يسد به سيادته رمقه و هنّ كما يبدو يقمن بكلّ شيء و لا يغفلن على شيء ،لا يحتجن الا لكمية من الطحين و بعض الخميرة الفورية و ملحا و سكرا و كوب ماء دافئ و بعض المجهود للعجن الى حد الحصول على عجينة لينة متماسكة تقسم كرات لترمى في الفرن ، هل يعجزنا من يفصلّنا الحكومات و يحاولن تقرير مصير انظمة و شعوب و يتدخلن في ادقّ التفاصيل على فعل ذلك؟ أم" أنّ الخبز مخبوز والزًيت في الكوز"

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات