ثـــرثـــرة فــوق جـبــل الوســــط

Photo

القٌلّاب أو النَطّاط أو المِرجاح هو عنصر أساسي في دوائر المنطق التّتابعي وهو عماد المتذبذبات المتعدّدة والتّكنولوجيا الرّقمية، وبفضل تواتر حالة التغيير وحالة التغيير المعاكس وتفعيل نظام ثنائية الصفر /واحد تمّت الثّورة المعلوماتية وتمّت برمجة كلّ شيء وتشييئ الانسان وتحويله إلى رقم تائه في شبكة الدِّيستوبيا المعاصرة.

القٌلّاب أيضا هو صندوق الشّاحنة والمجرورة الّتي تنقل عرقنا وثروتنا وعصير حياتنا لتنقلنا فيما بعد جثتا هامدة.

وإذا ما عرف القلّاب لدى مبتكريه بأنّه آلة "صنيعة" فإنّه لدينا كان و لا يزال دابّة "خليقة" بشحمها ولحمها انقلبت وظيفتها إلى قلب المنطق وقَوْلَبته في قوالب جاهزة للاستعمال في شكل مفتول أو مشروب أو قطرات في الأذنين والعينين.

القُلّاب والنطّاطين كُثر ومنتشرون كالأعشاب الطّفيلية وبعضهم سَحليات هجينة حلزونية حرباوية قادرة على أن تتلوّن وتتشكّل وفق القالب وما تتطلّبه المقالب.

ومع تقلّب المزاج والطّقس والهوس الهذياني الموسمي للقُلّاب في زمن الثرثرة والرّداءة والقبح، ارتفع صوت ضراطهم وانتشرت لَوثاتهم وتنامت افرازاتهم من الغازات إلى حدّ تخزينها في عبوات ناسفة وبراميل قابلة للانفجار، رائحتها تزكم الأنوف وتثير القيء، يروّجونها كبلسم وعنبر وعبير استنشاقها ينعش الرّوح ويعيد البصر للشّيخ الضرير.

لا حديث في بلد المنطق المقلوب إلّا عن التقلّب والانقلاب من طرف قُلّاب انقلبوا على أنفسهم إن لم يجدوا من ينقلبون عليه.

وفي وضعية مقلوبة كهذه فالأنسب أن لا يقبل كلّ ذي عقل ما يسردونه، وما حفظوه عن ظهر قلب وهم من يكذبون أكثر من ستّين دقيقة في الثّانية وعلى المعرّض لأبواقهم أن يقلّب ما يقولونه ويقلبه على وجهه ثمّ يقرأه بالمقلوب.

والأفضل أن تبعثهم في رحلة إلى المرّيخ أو زحل لتستمتع بسويدائك السّريعة فتقلبها على الطّريقة الايطالية ثمّ تعرّج على عمّ صالح لتتمتّع بمقلوب محشي بالكباب أو الكفتة.

ليست لنا "بيادة" توضع تيجانا فوق الرّؤوس أو تلعق... ليس لنا عسكر يصنع الكعك المرّ دون سكّر ...ليس لنا عبد العاطي كفتة والأهمّ لا يوجد خالد يوسف السكسي ولا الدبّابة إلهام شاهين وليس لنا سياسيا سوى المذكور في خرافة أمّ السّيسي.

فمهما عبّ عبابهم ورغا بعيرهم وتعالى نعيرهم وتحزّم جزّارهم استعدادا للنّحر فلن يذبحوا البقرة، فضرعها لم يجفّ بعد ويحتاجونها للحلب ووليّ وليّ أمرهم لا يريد ما يريدون.

دعهم يحلمون ويهذون، ليست سوى ثرثرة فوق جبل الوسط.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات