من يخبر قيسا…

Photo

من يخبر قيسا بأنّ كلماته لم تعد تطرب ليلى...وانّها برغم اللّحن لم تعد ترقص لوقعها ولم تعد تعني لها شيئا. من يخبر قيسا أنّ العشّاق صاروا يلتقون مباشرة بدون حاجة لورق البردي او للحمام الزاجل او لمرسول حبّ وأنّ المتخاصمين هم من يحتاجون للقاء ووصال وانّ لغة الجسد أبلغ من ألف مقال. من يخبر قيسا أنّه ليس ابن الملوٌح العامري وليس ابن سعد الصحابي وليس بعمر الفاروق وليس بمعمّر القذافي وليس بالمنقذ الملهم مبعوث العناية الربّانية وأنّه موظّف عليه القيام بدوره كما سبقه في ذلك غيره وكمن سيخلفه من بعده.

من يخبر قيسا انّه كان اختيار الضّرورة وحسن نية فيما أظهره من حسن نية وصفاء ونقاء وهروبا من "دنس" السياسيين بعد أن نجحوا في ترذيل السياسة وأهلها ليكتشف الغالبية بأنهم هربوا من القطرة ليقعوا تحت المرزاب وحاولوا تفادي الفارغين ليسقطوا في الفراغ ذاته.

من يخبر قيسا بأنّ عليه أن يقرأ ولا يترك لغيره يقرؤون له وعليه أن يكتب ما يقدح به رأسه. من يعلم قيسا بأنّ زمن الأبطال الأفذاذ أصحاب القدرات الخارقة قد ولّى وزمن صناعة الآلهة أو أنصافها انتهى بلا رجعة وأنّ النّفخ في العجل لا ينتج بالضرورة خوارا وأنّ لحن القول وسحر العيون تأثيرهما زائل لا محالة ولو بعد حين.

من يخبر قيسا بأنّه لا يوجد دكتاتور عادل وانّ التاريخ لا يعيد نفسه الّا في شكل مهزلة أو مأساة.
من يوقظ قيسا من غفوته ويعلمه أن لا عيب في أن تكون لنا عيوب وأنّنا كنّا ولا زلنا وسنبقى نتعلّم من مدرسة الحياة ومن أخطائنا.

لا عيب في أن تكون وافدا جديدا على ميادين السياسة وان لا تعلم الكثير من اسرارها وخفاياها وقد سنحت لك الفرصة لأن تتدرّب ولو بكلفة باهضة سيدفعها الجميع، لكن تعلّم وحسّن من امكانياتك واستفد ممّن يريد لك ولنا وللوطن خيرا.

كان والدي رحمه الله يحذرني دوما من المدح والاطراء ويدفعني لان اتّبع الكلام الّذي يحدث وجعا كما كان ينبّهني لأن أخاف دوما ممّن لا يخاف ربّي وأخيرا كان يلزمني بأن احتاط من الجزّارين والقصّابين وبائعي الكفتة وأن لا أكون زبونا وفيا و منتظما عند أحدهم حتّى لا أخدع بلحم الحمير.

هي نصائح ذكرتها لك سيدي الرئيس وهي رسالة مني لك كمواطن بسيط مازال يأمل فيك خيرا حتّى تتقمّص الدّور الحقيقي كعنصر جامع يقرّب المسافات ويطفئ الحرائق ويعالج الأزمات ويحرص على تطبيق الدستور ويسهر على أمن الوطن وسلمه الأهلي ووحدته ويتفادى معارك طواحين الهواء العبثية ويكفينا شرّ الالهاء بالصراعات الهووية والمعادلات الصفرية.

هي ليست رسالة اقتراح لاسم يتولّى رئاسة الحكومة كما طلبت من الاحزاب فلست متحزّبا ولا أمثّل سوى نفسي وصوتي، قد تكون بها بعض القسوة لكنّي اعتبرها رسالة عشق وغرام.

يقول سيّدنا عمر الفاروق الّذي تريد أن تتّبع خطواته:" أيّها النّاس من رأى منكم فيّ اعوجاجا فليقوّمه

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات