هيلا هيلا يا مطر

اصحى طار النّوم، صباح الخير، هلا بالحبّ، و أنا أتوب عن حبّك؟ أهيم شوقا، الأوّله آه، و اتجمّعوا العشّاق.قاوم بالصّدر العاري...اللّه يهديك يا استاذ فيصل الحبيب جعلتني أهذي بكلام الشّيخ و أصحو و أنا أتمتم بكلماته على وقع ما استحضره من ألحانه الشجية و نقراته.

لم أكن أدري و نحن ننتظر فطائر الصّباح الشهية أنّنا سنكون على موعد مع أغنية جديدة قديمة ستصدح بها الحناجر في السّاحات على إيقاع نقرات حبّات المطر، أغنية البحث الموسيقي بقابس، هيلا هيلا يا مطر...اغسلي أوراق الشجر..الحلم مثل الورد يكبر ..و الهلال يصبح قمر.

موعد غرامي آخر ينتظرنا، تأنّقنا، تعطّرنا و استعددنا للبوح بعشق جاشت به الصّدور، العشق الوحيد المسموح به من قبل من نحب و الّذي لا يستثير غيرة و نقمة زوجاتنا ، و العشق الّذي صار يطارد و يحاصر من قبل من لا يعرفون معنى الحب.

موعد غرامي آخر حرصت على أن أقضي ليلته في رفقة صديقي فيصل و كانت خير رفقة، تجنّبا للوشاة و قطّاع الطّرق و للمفاجآت الّتي قد تمنعنا من التواجد و تحرمنا من متعة وصل تكون بلسما لجراح الهجر، و حتّى لا يصادر العشق و يصبح ممنوعا.

كنت حاضرا و معي سمّاعتي و آلات قياس الضغط و الاكسيجين و مستوى السكر في الدم و أنا أعلم أنّ العشق مضن و يمكن أن يرهق و يمثّل خطرا على من أضنتهم مشقّة السّير في دربه و قد حصلت بالفعل بعض حالات الإغماء و حالات ارهاق شديد الّتي تمّ اسعافها على عين المكان، كان الحضور كثيفا و متنوّعا و شكّل لوحة جميلة طغى فيها الأحمر القاني، لوحة حيّة ناطقة بهيّة ناصعة ، واضحة مباشرة لا ينكرها سوى من عمت بصيرته أو أصيب بعمى الألوان.

كان الصّوت هادرا يهتف للحرّية و الكرامة و المواطنة و الإنسانية و لكلّ معاني الحبّ و الجمال في مواجهة القبح و الحقد و الظّلم و الطّغيان وسط حصار أمني غير مسبوق و محاولات محمومة للحدّ من صدى الصّوت و حصر الصّورة، لأجل أن لا يكون سوى صوت واحد و صورة واحدة بالأبيض و الأسود.

و ماذا بعد بعد ذاك اللّقاء؟ و حتّى لا يكون تنفيسا و دون أثر فعلي على أرض الواقع، فلا بدّ أن يبقى الصّوت عاليا و لا بدّ من الثبات و الصّبر و مضاعفة الجهد و وحدة الصفّ لدحر انقلاب تمّ بأمر و هو لا يملك من أمره شيئا و سيفرض عليه التّراجع كذلك بأمر.

لا بدّ من الإبداع و هو ممكن و غير عصيّ على العشّاق.

تشكيل حكومة انقلابية و محاولة تزيينها و تأنيثها و تسويقها لا يعني شيئا سوى تعميق للأزمة و هروب إلى الأمام نحو الهاوية و كلّ ما بني على باطل فهو باطل و شرعيتها منعدمة حتّى و لو اعترف بها كلّ العالم، مادام هذا الصّوت المدوّي الرّافض، صوت الشيخ امام و تلك الفتاة الصّغيرة الّتي علا صوتها بالغناء...هيلا هيلا يامطر...اغسلي أوراق الشجر..صوت الحرّية الحالم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات