حقد ذات السّنامين وابن العاص والأشعري

Photo

افتتحت الجلسة بمشهد فولكلوري كوميدي يشبه واقعة الجمل في ميدان التحرير الشهيرة حيث غزت الركح ذات السّنامين وهي تضرب الأرض بحوافرها في خبط عشواء وقد تطاير الزّبد من خرطومها وتناثر لعابها كسمّ زعاف وبانت أسنانها المستعدّة للعضُ والقضم.

ذات السنامين هذه لا تخزّن شحما بل حقدا أسودا قاتلا…هي بعير عوجاء بازل طروقة مستنفرة حائل، رغاؤها شديد حاد يثير الفزع والرّعب، يستنجد بها لإفساد أيّ محفل ليتحوّل إلى فوضى ومأتم.

كان البعض من الحضور يبتهج لما يحدث و هي تقوم بما يضمره و لا يقدر على فعله و كان المشهد يعرض مباشرة على التلفاز ليتفاعل جزء من الجمهور و هو بمنّي النّفس بأن يقع المحظور و يطرد ذاك الّذي تصدّر المشهد بعد أن يعضّ و يسحل و كذلك تمنّت كلّ السّحليات و الحلزونيات و الفطريات و البكتيريا المتعودة على العفونة و غياب الهواء،و كلّ الكائنات المعدّلة جينيّا على الأبيض أو الأسود.

كانت "بروفة" أولى للعزل والاقصاء بالبلطجة و "التبوريب" وخارج القانون، فشلت ليستمرّ المشهد ليحاولوا مرّة أخرى بالقانون وبالصّندوق عساه يكون صندوق الموت.

هكذا هم يشيطنونك وينتظرون منك أن تتصرّف كملاك، يستغبونك ويستغربون عندما تظهر بعض الذّكاء، يقاطعونك، يحاصرونك ويدفعونك نحو زاوية حادّة ويطالبونك بالقفز في منحدر المجهول بعد أن سدّوا جميع المنافذ والابواب.

يفرضون قواعدهم المغشوشة للعبة ويزبدون ويرعدون ويقلبون الطّاولة حين تفاجئهم بالفوز ليشكّكوا فيه ويتّهمونك بالغشّ.

يطلبون منك التعرّي والانبطاح ولا خوف منهم فهم أطهار بلا مخالب ولا غريزة استأصلوا شرورهم وأعضاءهم التناسلية كتعبير عن حسن النًية، يريدون اغتصابك ويطلبون منك أن تستمتع، ويمارسون عليك تجارب الموت الرّحيم ويستهجنون كلّ مقاومة أو رغبة في التشبث بالحياة.

هكذا هم يرون الآخرين كخارجين عن سياق الحاضر، منفلتين من كتب التراث الصفراء، عليهم أن يعودوا من حيث أتوا وحتّى وان قبلوا عن مضض ببعض التّواجد فلن يقبلوا إلا بشبيه لأبي موسى الأشعري وقطعا لن يتقبّلوا عمرو ابن العاص رضي الله عنهما.

ينظرون إليك ككائن عاجز من الزمن الغابر غير قادر على التفكير أو الفعل واجب الوصاية عليه فكيف يكون شريك في الادارة والحكم وكيف له أن يترأّسهم أو يقف أمامهم؟

هم لم يشترطوا شيئا سوى رأسك ودماغك لان لا رأس إلا رأسهم ولا دماغ إلا دماغهم. شوفينية مقيتة وعنصرية مريضة وقلوب استوطنها الحقد كذاك الحقد المخزون في ذات السّنامين.

متى تتطهّر يا وطني من حقدهم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات