يبارك في ترابك يا خضراء

هناك احتمالان لا ثالث لهما، يا إمّا الشّيخ لينين ذو عقل أكبر من أن تفهمه بقية العقول، عقل متجاوز سبق البقية بملايين السنوات الضوئية ،قادر على فكّ طلاسم العقد المستعصية و ايجاد حلول لما عجزت عن حلّه البشرية جمعاء بوصفة سحرية، أو هي لحظة نشوة ولّدتها بعض الكؤوس الاضافية!

الشيخ لينين قدّس اللّه سرّه لا يتحدّث كثيرا و لا يظهر كثيرا فالظهور يقسم الظهور كما تعملون و هو كشيخ حكيم يكتفي بالتوجيه و الارشاد و التنظير و يضع الخطوط العريضة للمريدين و يبارك لهم المسير.

اطلّ علينا الشيخ بارك الله فيه في اللّيل البهيم فكان كالبدر في تمامه منير، فكّر ، دبّر ثمّ سكب ما قدح به عقله الكبير!

لا خلاص لنا و للبشرية إلّا بعملة مفتوحة العين و عملة مرفوعة العين.

أمّا المفتوحة فتغيير النّظام جذريا و ارساء لامركزية فعلية تحقّق تنمية حقيقية للآطراف و تقطع مع التهميش الممنهج ، و هو هدف نبيل غير آنّه كلمة حقّ يراد بها باطل، في ظلّ غياب خطّة واضحة و هشاشة المركز البنيوية و غياب الوعي و عدم ترسّخ قيم المواطنة و الانتماء للوطن ، ممّا يجعل مثل هذه الدعوات الفضفاضة المرسلة المستثيرة للجماهير الّتي عانت من التهميش و الظلم ، هي باب للفوضى و انهيار الدولة الهشّة و مشروع تفتيت و تقسيم ، فالأولى التوجّه لعلاج المركز المريض مع العناية بالأطراف و ازالة عوائق امدادات المركزللأطراف ليتعافى الجسد كلّه و يشتغل في انسجام و تناغم.

أمّا العملة المرفوعة فيدعو لفكّ الارتباط مع عملات قوى الهيمنة و الامبريالية و استبدالها بأخرى و لم يحدّد بالضبط كيف أو بماذا!

قد يقصد المقايضة، أو ربّما عملات نصكّها من الحديد المصادر بعد كلّ غزوة لأحد المعامل نصوّرها مباشرة بحضور سيادة الأخ القائد !

هذه العملة المحلّية المتحرّرة تتطلّب عملا و انتاجا و موارد و عقولا متحرّرة و بلدا حرّا يمتلك ارادة و حقّ تقرير مصيره و قد توفّرت بعض هذه الشروط في بلدان أخرى مثل ماليزيا و تركيا أو سنغافورة و افريقيا الجنوبية و لم تفكّر فيها لاستحالة تطبيقها في ظلّ وضع دولي متداخل و معقّد ، فكيف يمكن ذلك لبلد مثل بلدنا و نحن نستورد الإبرة و الطّحين؟

و لنستمرّ مع تحذلق الشّيخ و تذاكيه و مزجه للعبارات الصّعبة للإيحاء بخطورة و جدّية ما يطرحه.

في العملة مفتوحة العين لابدّ من تغيير الاسم بعد التغيير الجذري في المضمون فماذا تراه يقترح ؟ الجماهيرية التونسية العظمى مثلا؟ أو جماهيرية لينين القيسية؟

و في العملة المرفوعة بماذا سنسمّيها؟

عملة لينين، أو عملة قيس، أو عملة نادية، أو عملة مايا، أو عملة نوفل، أو نستعمل حرفا من كلّ اسم لكي لا نغضب أحدا ؟ و هل ستكون معدنية من الحديد المصادر ، أم ورقية ببقايا صحفنا الصفراء عوض استعمالها لمسح البلّور أو لحشو الأحذية؟

يبارك في ترابك يا خضراء!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
فتحي أبوبكر السالمي
02/09/2021 06:46
أجمل ما في القولة جملة... برا نقولو جملتين ... في التمهيد لحظة نشوة .. و في الختام مسح الأحذية .