حتّى إشعار آخر...المؤقّت فقط هو الّذي يدوم !!!

لا يبدو الأمر غريبا في زمن اللّامعقول و مسرح الواقع المجنون المتجاوز حتّى لما تخيّله سمويل بيكيث في تراجيديته الكوميدية "في انتظار غودو" الّذي لن يأتي، تجتمع علينا المسخرة و الملهاة و المأساة كما السّاحرات الثلاث و هنّ يصنعن الملك و يهيّئنه لاعتلاء العرش في مسرحية بانث لشكسبير أو الشيخ زبير كما يحلو لأخينا القائد ملك ملوك افريقيا تسميته، ايه يا حسرة..كان يفتكّ منّا البسمة و ينطق ببعض الحكمة و المهمّ أنّ كان لديه من أين ينفق، ماسورة مال لا تنضب على عكس من يريد استنساخ تجربته و يدفع لأجل ذلك وطنا ثمنا لهلوسات مرضية.

دمية، ريبوت ، فرانكشتاين أو عجل لسامري ، المهمّ أنّه صنع و يصنع أمام أعيننا و ساهمنا في تشكّله بأصابعنا و فرحنا لصعوده و "زمّرنا" فرحا و طربنا لسماع صيحته الشّهيرة "التطبيع خيانة عظمى" لتجدنا نسير نحو تطبيع قادم لا محالة بدأت الطّبول تقرع له لتقبله العقول.

خديعة ، تلاعب بالادراك و توجيه للجمهور و صنع للرّاي العام و دعاية سوداء كلّها صناعة مختبرات و مخابرات و مجامع صنع القرار ، أثمرت وقوعنا في الفخّ و رسمت لنا طريق العودة الى الإسطبل.

أشنع الفاشيات تلك الشّعبوية التي تمتزج بجهل مقدّس فهي لا تحتاج لسلاح و جيوش، بل لتجحيش و استثارة و تجييش لتخرج أقذر ما في النّفوس و تقدّم القرابين على عتبات العروش.

أرأيتم كيف صارت الفرمانات تصدر مقتضبة من بعد منتصف الليل و هي عادة شرقية في ممالك الملح و الجهل حيث الرّعايا يسهرون منتظرين ما سيقرّره طوال العمر بعد قرع الكؤوس و تمايل الرّؤوس.

الحمد للّه أن رجعت تونس إلى حظيرة التخلّف و استقامت بعد انحرافها و اهتدت بعد ضلالها و اقتنعت أخيرا أنّ نجاتها في اصطفافها وراء وليّ أمرها الملهم المجدّد المخلّص المنقذ.

رعايا لا مواطنين، فتبّا للمواطنة و للكرامة و للحرّية و كلّ القيم الانسانية الّتي لن تؤمّن من خوف أو تطعم من جوع و تكفينا تلك الضّروريات البيولوجية و الحماية لنحيا كالبهائم و في ذلك كفاية .

حتّى إشعار آخر...و شعور قد يستيقظ نحن خدعنا و استلبنا و ووقع استحمارنا .

الوضع مؤقّت ..يقولون ذلك..لكن المثل الفرنسي يقول :"المؤقّت فقط هو الّذي يدوم" و نحن كما تدرون تحت حمايتها و رعايتها المصون.

"و يمكرون و يمكر اللّه و اللّه خير الماكرين"…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات