سقطت ورقة التّوت...لا شرعية و لا مشروعية

لست فضوليا بالدرجة الّتي تجعلني اتدخّل في خصوصيات غيري غير أنّ ما يجري من لغط هذه الايّام حول حقيقة ما نشرته الهيئة المستقلّة للانتخابات من أرقام جعلني أكون كذلك أو أكثر.

الهيئة الغير المستقلّة و المشكوك في مصداقيتها بما أنّها معيّنة و لا يمكن لها أن تشقّ عصا الطّاعة في يد وليّ نعمتها الّذي كتب دستورا على مقاسه، و وجوده و استمراره يتطلّب تمريره بأيّ ثمن كان و المطلوب أرقام لا تضع مشروعيته المدّعاة في محلّ اختبار أو شكّ أي نسبة موافقة تعادل على الاقلّ تلك الّتي حصل عليها في انتخابات رئاسية شهد الجميع بانّها حرّة و شفافة و نزيهة أقيمت تحت أطر دستور كان محصّلة توافق غالبية التونسيين برغم ما فيه من مطبّات و كان من الممكن معالجتها لا رميه في سلّة المهملات لتعويضه بآخر يشرّع لحكم الوليّ الفقيه الواحد الأحد الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و لا يسأل عمّا يفعل و هم يسألون و لا يريهم إلّا ما يرى!

لم يكن بمقدور الهيئة أن تزوّر أكثر ممّا فعلت فذاك حدّها الأقصى في الجهد فالأستاذ لا يمكنه أن يمنح تلميذا يستحق صفرا أكثر من خمسة على عشرين!

و لعلّ الاستنجاد بالسّاحر الزرقوني و المبيّض عطوان دليل على ذلك مع اطلالة من سيادته في شارع الحرّية و هو يهذي و يبرّر فشله الّذي أهدر فيه اكثر من خمسين مليار ليحصل على ربع دجاجة مصلية!

"لا تغترّوا بالأرقام "هكذا قال مع أنّ ديغول الّذي يحاول أن يتشبّه به قدّم استقالته حينما قدّم استفتاء حصل على نسبة 47٫6%من موافقة الشعب الفرنسي.

"لو تمّ الاستفتاء في مدّة يومين لكانت النتيجة أفضل "هكذا أضاف و كأنّ 16 ساعة في أطول استفتاء على مرّ التاريخ لم تكن كافية لتكون المحصّلة بعد بعض الروتوشات و التزويق أضعف نسبة مشاركة تشهدها تونس في التاريخ!

في الحقيقة مثل هؤلاء لا تهمّهم كثيرا الأرقام و لا يفهمون في النّسب و التنسيب و النسبية لاعتقادهم بامتلاكهم للمطلق و اعتبار من يخالفهم في الرّاي ضالّين لم يدخل الإيمان قلوبهم بعد و يستحقّون رميهم في النّار جزاء بما قدّمت أيديهم و نتيجة بوحهم بالكفر بآلهة يشاهدون كيف تصنع أمام أعينهم!

مهزلة الاستفتاء و فوضى الأرقام جعلتني أهتمّ بسبّابات غيري في العمل و السّوق و الشارع لأحصل على عيّنة تمثيلية لحقيقة ما جرى أمام غياب الصّور و تغييب للمراقبين في مراكز الاقتراع فالطوابير لم نشاهدها سوى أمام المغازات أو المخابز للفوز ببعض السكر أو قنينة زيت أو رغيف خبز.

صراحة لم ألاحظ سوى سبّابة على عشرة غمست في الحبر الأزرق ،أمّا في عائلتي الضيقة فنحن أربعة أصوات انتخبنا فيما مضى هذا الرّئيس امتنعنا عن التصويت هذه المرّة و قد لاحظت هذا الامتناع المقصود أو المتجاهل في عائلتي الموسّعة و لدى جيراني و كثيرا ممّا أعرفهم ممّن كانوا أصواتا اعتلى بفضلها قيس سعيد سدّة الحكم لينكر فضلها و ينعتها بأبشع الأوصاف.

لا شرعية لهذا المدّعي بعد خرقه للقانون الّذي بفضله صار رئيسا و حنثه و انقلابه و الآن تسقط ورقة المشروعية المدّعاة حتّى بعد التدليس و الترهيب و الترغيب و استعمال كلّ موارد دولة على باب الإفلاس.

لكن كيف السّبيل لإنقاذ ما يمكن انقاذه و منع وطن من الانهيار و قد بدأ يتراءى في الأفق المنسدّ؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات