لولا مجزرة رابعة و اخواتها لما ارتكبت مجازر غزّة و فلسطين، لولا استباحة الدم العربي من قبل ابن بلده العربي لما استباحنا الاجنبي، الاحتلال الداخلي اسوأ بكثير من الخارجي و الاسوأ منهما أن يجتمعا الاثنان.
قرر النظام الانقلابي بقيادة اللواء "عبد الفتاح السيسي" وزير الدفاع ، فض الاعتصام، صباح 14 أوت 2013.
و قد استعانوا في الفضّ بالدبّابات والآليات والمجنزرات، وطائرات من سلاح الجو، وفرق قنّاصة وفرق قتالية خاصة من الجيش والشرطة، وقوات الأمن لمكافحة الشغب والتظاهرات، واستخدموا كافة أنواع الأسلحة، من رشاشات لبنادق قنص، لقنابل مسيلة للدموع، لقنابل يدوية، كانت حربا بأتمّ معنى الكلمة ،سخّرت فيها كلّ القوّة الغاشمة الممكنة ضدّ متظاهرين سلميين اعتصموا رفضا للانقلاب على أوّل رئيس مصري انتخب ديمقراطيا في كلّ تاريخ مصر.
تمّ اشعال النيران في مسجد رابعة والمستشفى الميداني وعدد من خيام المعتصمين، وقد لقى العشرات من المعتصمين حتفهم حرقا، وتم تجريف الجثامين بالجرافات، ونُقل الكثيرين منها إلى مقابر مجهولة في الصحراء.
قدرت منظمات حقوقية أعداد القتلى ما بين الألف والـثلاثة آلاف قتيل، أمّا عدد الجرحى فقد تخطّى عدة آلاف .
تمّ اعتقال المئات ممّن نجوا من المذبحة، وحوكموا بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية وحصل العشرات منهم على أحكام بالإعدام والسجن المؤبّد.
تلك كانت مجزرة رابعة الّتي سمّيت بمجزرة القرن و قد تلتها مجازر اخرى، ملاحقات و اعتقالات و اختفاء قسري و قتل على قارعة الطريق و التهمة جاهزة: الارهاب.
لولا الاستباحة و الإستهانة بالدم و بالحياة البشرية من قبل أنظمتنا العربية الوظيفية العميلة لما استباحتنا آلة القتل الصهيونية المجرمة، و لولا تهافت الجميع على اجهاض ثورات الربيع العربي لما شاهدنا هذا الصّيف العبري.