رسالة الى قادة محور المقاومة: شَقيْتُ بحُسن ظَنِيْ

سادتي:

بكل التوقير والثقة التي اختمرت في عقلي العلمي ووجداني، بررت لنفسي وللآخرين تمهل المحور في الرد على العدوان على غزة، لكن هذا التبرير بدأ يعاني من الضيق اليومي لمساحته ، ولم أعد ارى اي تناسب بين حجم الجحيم الذي يصب على اهل غزة وبين ردود فعل جبهات محور المقاومة، ورغم ذلك ، قاومت اليأس ، وقاومت موجات التشكيك وما زلت ، لكني وصلت لمرحلة جعلتني اردد بيت شعر من قصيدة "ثورة الشك" وبطريقة غناء ام كلثوم لها:

وما أنا بالمُصَدِقِ فيكَ قولاً :ولكني شَقيْتُ بِحُسنِ ظَنْي

سادتي الكرام:

قاومت التشكيك الذي تضخه وسائل الاعلام العربية والغربية، وبعضها يقف خلفه علماء نفس يعرفون كيف يتلاعبون بالمتلقي، ولكني ومن خلال "مونولوج" مع ذاتي تساءلت:

1- هل حقل كاريش الذي هددتم بأشعال المنطقة من أجله اغلى واثمن وأهم من حريق غزة والذي طال اكثر من عشرين الف قتيل وجريح،وما زال انتشال الجثث متواصلا؟

2- لماذا خلقتم لدينا انطباعا بأن محور المقاومة قد ودع " زمن الهزائم " بينما الطرف الآخر يحضر لحفل هزائمنا إن بقي الامر على حاله منفردين بالمقاومة في غزة وحدها.

3- هل مركز محور المقاومة فيه تنازع مع أطرافه او داخل هذه الاطراف على حدود الرد ؟ هل تفاجأتم بحجم الرد الاسرائيلي؟

4- هل "بيت العنكبوت" يحتاج كل هذا الحساب، ربما ، ولكن هل تجدي الذرائعية لترك العنكبوت يبني "شبكة جديدة"؟

سادتي:

إذا هزمت غزة –لا قدر الله- سيتحول محوركم الى " جبهة صمود وتصدي" كالتي تعرفونها، او الى موضع سخرية جارحة .

اعرف يا سادة ان الوضع معقد ولا يحتاج الى الانفعال الذي دربت نفسي عليه طويلا، لكن الوضع اصبح "أوجعَ وأجْوَعَ كثيرا"، أما الدعوة لطول البال ،فما عاد في قوس الصبر من منزع، فغزة تعيش اختناقا متواصلا ، فكل شيء على ابواب النفاد بما في ذلك الذخيرة والصواريخ، ولكني ابقى متعلقا – ربما بتفكير رغبوي- بانكم ستردون بتخطيط سيفاجئ العدو، ولكن متى ؟

لقد تواصل وزير الخارجية الايراني مع العديد من الدول، وآخرهم مصر، فكيف ستهزمون عدواً خلفه كل شياطين الارض بينما تعجزون حتى عن اقناع مصر بالتخلي عن " قَطَّارَةِ المساعدات" طمعا في شيء ربما يساعدكم الحدس على تحديده.

سادتي:

إذا لم يتم التدخل خلال الايام القليلة جدا القادمة، وبالكيفية التي ترونها الانسب والمتناسبة مع وحشية العدوان المفرطة..، فأني كمواطن عربي ومن الصفوف الخلفية ساصرخ عالياً " لا تتركوني أشقى بِحُسنِ ظني".

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات