الجزائر والجهة الخامسة

من يُصدق أن الجزائر تصوت لصالح مشروع قرار "أمريكي" ينص بشكل صريح لا لُبس فيه على " نزع سلاح المقاومة الفلسطينية" ؟ من يصدق أن الصين وروسيا امتنعتا على الأقل عن التصويت-رغم انتهازية موقفهما- بينما وقفت الجزائر معه .

الأغرب من ذلك أن الجزائر اتخذت هذا الموقف "الرهيب" بعد سويعات قليلة من مناشدة وتوسل من كل التنظيمات الفلسطينية لها باتخاذ موقف ضد القرار الأمريكي ،لكن الجزائر اختارت الانضمام لإخوة يوسف في القائه "في الجب تلتقطه بعض السيارة"…

هل وراء الموقف الجزائري سر؟ لا أظن أن هناك علم سياسة قادر على فهم هذا الموقف الجزائري، فهل وراء الأكمة ما وراءها؟

قد يقول البعض أن القرار يتضمن " ايحاءا " بحق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية ، غير أن التدقيق في نص المشروع الأمريكي يشير بشكل لا لبس فيه أن موضوع الدولة قد يكون " May be"، فهو غير قطعي، ولا يشير الى أراضي 1967،ولا الى القدس ،ولا الى حدود الدولة الفلسطينية، ولا يوقف الاستيطان، الى موضوع اللاجئين ، بينما جاء النص صريحا على تفكيك المقاومة تفكيكا نهائيا وتجريدها من سلاحها واستبعاد أي دور سياسي لها بشكل قاطع ، بل وايكال كل المهام لمجلس يقوده ترامب واستبعاد أية إشارة لكل هيئات الأمم المتحدة بخاصة وكالة الغوث…

لماذا لم تمتنع الجزائر عن التصويت إسوة بالموقف الصيني والروسي -وذلك اضعف الإيمان- ؟ لماذا أدارت ظهرها لنداء المقاومة الأخير بالوقوف ضد المشروع الأمريكي ..فلا التراث الجزائري، ولا الخطابات السياسية الحديثة والمعاصرة الجزائرية كانت تشي بان موقف الجزائر سيكون الى جانب أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية ؟

كان الجنرال البروسي " فون مولتكة" على حق...توقعت أن يأتيني العدو من احدى الجهات الأربع، لكنه جاء من الخامسة...أنها احدى البجعات السوداء(Black Swan) في الشرق الأوسط …

لروسيا والصين مصالح متقاطعة مع الولايات المتحدة سواء في أوكرانيا أو تايوان أو التجارة ...الخ، لذلك اختارتا "الامتناع " ولم تستخدما حق الفيتو...أما الجزائر فاختارت التأييد...لماذا ؟ أقول : لو كان الموقف الجزائري سؤالا في امتحان في العلاقات الدولية ، سأقدم ورقة إجابتي بيضاء …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات