نداء لقادة دول التطبيع العربي

السادة الرؤساء والملوك والأمراء الأفاضل

الموضوع: الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

أيها السادة:

لن أدعوكم للقتال وحشد الجيوش ، ولا لاحتضان المقاومة وتمويلها بالسلاح والعتاد، ولا حتى للسماح بالمظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد المذابح في غزة، رغم أن كل ذلك مشروع وقانوني .

أيها السادة:

لقد أدنتم السلوك الإسرائيلي بما تسمونه " اشد العبارات "، وناشدتم كل ضمير حي لمساندتكم لوقف القتال، بل واستجبتم في مواقف كثيرة لضغوط دولية لمنع التحريض ضد إسرائيل بل ومنع تنظيمات تصنفها إسرائيل بانها " إرهابية "، وتواصلتم مع إسرائيل سرا وعلانية ، وحرصتم على الظهور بمظهر رواد "الدبلوماسية الأنيقة "، واستمرت التجارة مع إسرائيل أملا في تحريك أخلاقيات نتنياهو، بل حتى مساعداتكم الإنسانية لغزة لا تمر ،وإنْ مر القليل منها يتسبب في قتل المزيد من الجوعى والمكلومين ، بينما وأمام كل هذا، ما زال نتنياهو يقتل ويجرح ويهدم في غزة والضفة الغربية بل واليمن وسوريا ولبنان، وتجاوز عدد القتلى والجرحى والمفقودين ربع مليون فلسطيني وعربي، وما زال شلال الدم يتدفق والموت جوعا تتسع دائرته.

أيها السادة:

لقد أدت ديبلوماسية الاسترضاء (Appeasement diplomacy) مع إسرائيل الى ذات النتائج التي حصدها رواد هذه الدبلوماسية في علاقتهم بهتلر بين 1935 و 1939 ، ولا شك أنكم تدركون التفاصيل والتبعات الكارثية لهذه الدبلوماسية.

أيها الزعماء:

إن " الانتقال والتحلل تماما " من دبلوماسية الاسترضاء وبطولات الدفاع المدني ومحاولة الظهور بمظهر الموقف الإنساني هو المطلوب العاجل الآن ، وكما أشرت ،لا اقصد أي نوع من القتال ، ولكن :

أ‌- الدعوة لمؤتمر قمة عربي عاجل يكون موضوع غزة حصريا هو "البند الوحيد " على جدول أعماله.

ب‌- أن يتخذ المؤتمر قرارا واضحا بان على إسرائيل خلال 72 ساعة وقف اطلاق النار بشكل دائم والانسحاب من قطاع غزة كاملا والسماح بعبور المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وإلا فإن جميع الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل ستوقف كافة علاقتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية تماما مع إسرائيل ، كما تتوقف الدول العربية كافة عن السماح للطيران المدني الإسرائيلي من عبور أجوائها ، وامتناع أي دولة عربية من السماح لاي فرد إسرائيلي عبور أراضيها بما في ذلك وفود الموساد تحت أي عذر كان، كما يتم منع كافة وسائل الاعلام العربي من استضافة أي مسؤول أو كاتب أو صحفي إسرائيلي من الظهور على شاشاتها أو صفحاتها المكتوبة.

أيها السادة:

ما هو العبء الاقتصادي أو العسكري الذي سيترتب على هذا القرار؟ إن اتخاذ هذا القرار لن يترتب عليه إلا التهديد بخاصة من الولايات المتحدة بوقف المساعدات(واغلب المطبعين ليسوا في حاجة لذلك)، ولن تقوم الولايات المتحدة بغزوكم، فلديها الآن ما هو اهم، فامنعوا إسرائيل من عبور بلادكم كما تمنعون المقاومة على اقل تقدير..

أما القلق على كرسي السلطة ، فاني على يقين بان اتخاذ هذا القرار سيعزز من شرعياتكم أمام مجتمعاتكم، ويكفي أن تتابعوا استطلاعات الرأي العام الغربية والعربية بل والإسرائيلية، ومن المؤكد أن تلاحم شعوبكم معكم في هذا القرار سيزداد في ظل التدهور الواضح في مكانة إسرائيل دوليا ، فلماذا لا تنتصروا بأدوات سلمية تساندها شعوبكم وشعوب 159 دولة تصوت لصالح فلسطين المستقلة الآن.

لا تطلقوا على إسرائيل طلقة واحدة، ولا تسمحوا بعبور المقاومة نحو إسرائيل ،ولكن أعيدوا النظر في دبلوماسية الاسترضاء لإسرائيل ، وتحولوا لاسترضاء شعوبكم.

أيها السادة:

إن الموقف الشعبي العربي سيتحول وبقوة الى مساندتكم لو اتخذتم هذا القرار، ومكانتكم الدولية سينظر لها بوقار اكبر، بل ستساندكم مئات المنظمات الدولية التي تصرخ ضد السياسات الإسرائيلية، بل إن هذا القرار سيبذر بذرة تقارب عربي انتم في أمس الحاجة له الآن، ويخفف من الاحتقان في العلاقات العربية العربية.

أخيرا أيها السادة..

أتمنى لو تطلبوا من مستشاريكم أن يتابعوا التعليقات الشعبية على ما ورد في رسالتي هذه، واجزم أن اليأس الشعبي من دبلوماسية الاسترضاء ستكون هي الطاغية في أغلب التعليقات، ناهيك عن اهتزاز الثقة ، فهل هذا ما تريدونه ...ولن أقول ربما.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات