مائة يوم على الانقلاب

مائة يوم مضت على انقلاب 25 جويلية، فماهي الحصيلة؟ مائة يوم من تدمير المؤسسات وتعطيل ما بقي منها، وترهيب القضاء وتكميم الأفواه عبر اغلاق ثلاث مؤسسات إعلامية.

مائة يوم من ممارسة السلطة بلا ضوابط دستورية أو قانونية تجلّت في أشكال قديمة من الحكم تجاوزتها أغلب المجتمعات الإنسانية.

مائة يوم قُذِف فيها بتونس في سياسة محاور طالما نأت بنفسها عنها، سياسة لم نجنِ منها لا بلح اليمن ولا عنب الشام عدا عداوات مجانية مع جيراننا وإخوتنا واهتزاز مكانتنا إقليميا ودوليا.


…

مائة يوم من المداهمات وترويع البسطاء الذين لم يسرقوا مالا لأحد ولم يهددوا أحدا. مائة يوم من الخطاب المتشنج والعنيف المليء بعبارات لا تُستعمل إلا خلال الإعداد للتصفية والحروب الأهلية، من قبيل " الخلايا السرطانية" و"الحشرات"و" المخمورين" وغيرها.


…

مائة يوم من مطاردة طواحين الريح وبيع الأوهام ومصارعة أزمة إقتصادية بطريقة كوميدية وشعبوية تنِمُّ على جهل تام بطبيعة آليات سير الدولة وبكيفية المواجهة الجدية للصعوبات المالية.


…


…

مائة يوم من الاعتباطية والتسيير العبثي لدواليب دولة في أزمة اقتصادية واجتماعية زادها التسيير الفوضوي الذي أصبح قريبا من الهذيان والسريالية قُربا من الافلاس ومن أزمة اجتماعية غير مسبوقة في ظل نزيف حاد للمالية العمومية وعجز عن تعبئة موارد الدولة بالتوازي مع ارتفاع جنوني للأسعار.


…

هي باختصار، مائة يوم من تخريب الديمقراطية واستهداف أسس الجمهورية وتفكيك مقومات الدولة وتهديد السلم المجتمعي وبيع الأوهام للتونسيين.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات