محمد اليوسفي : هو من القلائل الذين نحبهم ونحترمهم.

نحب نقول كلمة في هذا الرجل مادام مازال " بطّال"، اذا انتدبته اذاعة او تلفزة لا استطيع قول ذلك خشية ان تُفهم على انها رمي ورود.

اول مشاركة لي معه ذهبت متوجّسا كما يذهب اي معادِ للسيستام الي مؤسسة اعلامية. الله غالب، اصبحنا نذهب وفي اذهاننا صورة اصبحت راسخة للإعلامي التونسي: وظيفي، سطحي، يأكل الخبز المُرّ..وكثير من الجهل، بالطبع هناك استثناءات، منها السيد محمد اليوسفي.

وجدت نفسي امام شاب وسيم على غاية من الاتّزان والرصانة، يحاول قدر جهده ان يكون عادلا وموضوعيا. اسئلته حقيقية تدفع الضيف ان يُدلي بحججه وتدفع المستمع ان يكتشف معدن المُتكلم ان كان يبني موقفه على عقلانية ما ام كان مجرد طارئ وجدها جدباء فصاح فيها مع الصائحين.

لم اره - في المرات التي حضرت فيها معه- قدم موقفه الذاتي، يقدم لك الراي الاخر وينسبه لأصحابه ويقول لك " كيف ترد؟"

في صفحته- واعتقد ان هذا ما جنى عليه- يعبر عن موقفه الخاص كانسان وكمواطن: اقرأ مايكتب فاقول " فاهم اللعبة وربي يستره"

كما انه - وهذه من العجائب- رجل يقرا كثيرا ويحب الكتب: اجد في تدويناته آثارا واضحة لبيار بورديو وغيره من المفكرين.

جاءنا مرة بحزمة من الكتب وسأل ضيفه ان كان قرآ احد الكتب. امسك " الفتنة" لجعيط وسال الضيف المقابل فقال لم اقراه، فقلتُ " يعني تنتحل السياسة ولم تطلع على الفتنة؟

رأيت محمد ينظر لي وعيناه تقولان " امر الله يقضيه الله" .اتمنى له النجاح والتوفيق، هو من القلائل الذين نحبهم ونحترمهم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات