بإمكانكم قراءة الحاضر على ضوء التاريخ

لم تأتِ الثمانينات الا وكان القذافي قد وقف على رجليه: طرد القواعد وافتكّ النفط من الشركات الامريكية والفرنسية وتسلّح حتى اذنيه. بعد حرب اكتوبر دخل في عداء صريح مع السادات، وحرّض الافارقة على التحرر من الفرنسيين، وافتّك اقليم اوزو الغني بالذهب والاورونيوم. اصبح راسه مطلوبا من الجميع. اطماع فرنسا في ليبيا لا تنتهي: تريد نفطها الخفيف والقريب وتريد غازها وتريد اقليم فزان الذي يتحكم في جنوب الجزائر، وبوابة التشاد ،والنيجر، ومالي.

التقت مصلحة السادات وفرنسا في القضاء على القذافي، وبورقيبة ايضا لا يستطيع العيش بين كماشة بومدين والقذافي. سياتيه في مارس 1976 جاك شياراك ويقول له" ان فرنسا لا تستطيع ان تتخلى عن مصالحها في افريقيا، وان سياستكم تهدد علاقاتنا" فرد عليه" على فرنسا ان تنسى ماضيها الاستعماري، وانكم لم تعودوا موجودين في فزان..هل فهمت سيد شيراك؟"

بعد هذا اللقاء قام فالري جيسكار دي ستان بزيارة للقاهرة ووضع مع السادات استراتيجيا للتخلص من القذافي.

في 22 جويلية بدا هجوم جوي مصري فرنسي على مدينة طبرڤ، ثم ظهر رتل من الدبابات من جهة الشرق. اسقطت الصواريخ السوفياتية 9 طائرات ، وجاء بومدين الي بنغازي وقال " ان حدود الجزائر تقع في بنغازي"، فتوقف الهجوم.

بعد ذلك سقطت طائرة مصرية في غرب ليبيا لتكشف عن فضيحة اشتركت فيها مصر وفرنسا لاغتيال القذافي، ثم تم تجنيد مجموعة من الضباط الليبيين من طرف المخابرات الفرنسية من اجل الانفصال بإقليم طبرق.

في جوان 1980 قامت فرنسا بجريمة " اوستيكا": كانت المخابرات الفرنسية على علم بمرور طائرة القذافي، في ذلك الوقت، فوق الاجواء الايطالية متجهة الي اوروبا الشرقية، في ذلك الوقت ايضا كانت طائرة مدنية ايطالية منكودة الحظ قد سبقتها لبضع دقائق: ضربتها فرنسا بصاروخ فذهب 81 ضحية ايطالية. سكتت ايطاليا وسجلتها عملية قامت بها المافيا. ( يتبع)

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات