لاحظوا اولا اننا عدنا لكل حِيل الدول المتخلفة في العوالم المتخلفة: " التآمر على امن الدولة" و" الاستقواء بالأجنبي" و" العمالة". اننا في مناخات سوفياتية وعالمثالثية.
تُهمة " الجنون" هي احد اقبح اشكال القتل الزمزي التي تستعملها السلطة المتخلفة. لنتفق اولا على ان السلطة لا تجتمع ابدا في شخص واحد، هي ممارسة للقوة تشترك فيها جملة من الاجهزة تخدم مصلحة فئة بعينها.
اخطر مظاهر القوة هي فرض حقيقة معينة وتوجيه كل الافراد نحوها واعتبارها اليقين الوحيد. السلطة اذا هي قبل كل شيئ خطاب يقع فرضه لأنه " عقلي".
لكل سلطة جانبها المظلم الذي لا يجب الاطلاع عليه: مصالحها، عنفها، اكاذيبها، اهواءها، اغتيالاتها.لا يطلع على هذا الا الاجهزة التي تدخل في لعبة السيطرة والتوجيه والاخفاء.
اذا حدث ان اطلع فرد على اسراء اجهزة السلطة فانه يقع اغراءه فان لم يقبل يقع تهديده، ويُقتل ان رفض.
اذا كان القتل سيُثير الشُّبهات فانه يُتّهم بالجنون. انها عملية استباقية هدفها نزع المصداقية على ما يمكن ان يقوله هذا الشخص، ان هذه التهمة قرينة قوية على ان هناك سردية اخرى حول موضوع كرست الاجهزة حوله حقيقة واحدة. واذا كان لدينا شخصان وقع الالتجاء الي الجنون لإسكاتهما حول موضوع واحد فهذا دليل على كذب رواية الاجهزة.
الجنون يعني: لا تصدقوه، انه يهذي، انه مختل عقليا.
اذا عرفنا ان البشير العكرمي كان سيتكلم في برنامج لمراد الزغيدي الا انه وقع التدخل لمنع ذلك، فهذا دليل اخر على ان هناك من يخاف ظهور حقيقة اخرى حول الاغتيالات والعمليات الارهابية.
الذين يعيشون داخل " شكارة" سوداء ومغلقة ولا ينظرون ابدا خارج احكامهم المسبقة وما تهوى نفوسهم ، الذين لا يفكرون في امكانية حقيقة اخرى ، هؤلاء هم ضحايا ومجرمون ايضا، لان فيهم من ليس من صالحه اكتشاف الحقيقة.
الشعب الذي يُسلّمُ البشير العكرمي للضباع عليه ان ينتظر دوره ليكون فريسة.