يعني يا مؤمنين بعد 3000 سنة حضارة و70 عام استقلال وتعليم ومعاهد وكليات وأحزاب وإعلام ونقابات ونضالات وسجون وثورة.. وشهداء .. ويُسجن تونسي عامان ثم نقول له: عدم سماع الدعوى. عامان، 700 يوم صيف وشتاء، مرت أعياد وعطل وأفراح عليه وهو في ظلام السجن محروم من عائلته وأطفاله وأقاربه.. أعياد وأطفاله أشبه باليتامى ثم ببساطة نقول له : أيا روح ما عندك شي؟
هل تعرفون قصة الاخوة " بوريكات" مع الحسن الثاني؟ بالضبط.
السياسي والنقابي والإعلامي الذي صفّق لهذا الانقلاب ويرى رياض الموخر خارجا من السجن بعدم سماع الدعوى ولا يحس بالخزي والعار والذنب هو إنسان فاقد للكرامة والحس.
من لديه ادنى تقدير لذاته يحس بالذنب اذا ساند الجريمة والظلم، واذا لم يحس فهو مستعد لان يعيد جُرمه، لذلك لا تستغربوا أن يساند انقلابا اخر اذا حدث.
الأوطاد ومنتحلي القومية والنقابيون الذين ساندوا الانقلاب ودافعوا عنه بالبيانات وفي الاعلام تتحملون إثم أخلاقي وجُرم قانوني بمساندكم لسلطة على غاية من الرعونة والفجاجة. واذا اردنا أن نُصلح البلاد ونظمن الحقوق في المستقبل علينا أن نقطع مع الإفلات من العقاب.
رياض وغيره من المظلومين لأننا كرسنا ثقافة وعادة الإفلات من العقاب فوقعنا في انهيار أخلاقي وثقافي غير مسبوق اخطر مؤشراته انعدام الإحساس بالذنب.