لماذا 7 أكتوبر؟ ماذا ربحت غزة؟

دُمّرت غزّة تماما تقريبا، واستُشهد قرابة 70 الف، وجُرح ثلاثة أضعافهم. فكيف نتحدّث عن انتصار؟ الم يكن 7 أكتوبر فعلا عبثيا جنى على الغزاويين؟

سيشرعُ قسط وافر من النخب العربية في طرح هذه الأسئلة للوصول الي راي يُجرم ال7 من أكتوبر بغاية تجريم حماس حصرا أي الإخوان تحديدا.

لنبدأ بالسؤال الاستنكاري: ماذا ربحت غزة أمام كل تلك التضحيات والدمار والقتل؟ اذا كان السائلُ يصدُرُ عن الثقافة العربية الإسلامية أو عن موقف علماني فاني أقول له:

ماذا ربح أصحاب الأخدود حين رفضوا التخلي عن دينهم فعاقبهم ذي نواس بان رماهم بالألاف في أخاديد من النار؟

ماذا ربح أصحاب محمد ( صلعم) عندما اصروا على الخروج من الوثنية فهُجروا وعُذّبوا وكادوا يُسحقون تماما في اُحُد؟

ماذا ربح عمر المختار والشعب الليبي من مقاومة الطليان اذا عرفنا أن هؤلاء قد قتلوا 1/8 من الليبيين؟ ماذا ربح الروس من ستالين غراد وقد قدموا مليوني ضحية؟ ماذا ربح الجزائريون حين استشهد مليون ونصف خلال الثورة؟

ربح هؤلاء تغيير مجرى التاريخ. طبعا سيقول الكائن الأرضي " وعندما أموت أو أجوع ماذا ربحتُ من تغيير التاريخ؟" أنت لست معنيا بالتاريخ فاقعد فانت الطاعِمُ الكاسي: أمثالك لا تحرر أرضا ولا تنشر دينا ولا تدافع عن قضية ولو عاد الاستعمار لكنت حركيّا ممتازا مقابل الزيت والحِنطة.

فماذا فعل الغزاويون ؟

منذ أرسطو الذي ورّث الفكرة الي مونتسكيو الذي ورّث الفكرة الي هيجل الذي نشرها في الغرب :الشرق قطيع من العبيد الجبناء الخانعين الذين لا يواجهون الموت دفاعا عن حريتهم ( أرسطو ، السياسة) لقد تغيرت هذه الفكرة بفضل بطولات الغزاويين الأسطورية .

امر اخر: كل الشرائح الشبابية في العالم لها موقف سلبي من " إسرائيل" وهذا يعني تغيير تاريخي في الراي العام العالمي

امر اخر: وقفنا على عجز وتواطؤ الدولة العربية، و وقفنا على عجز وتواطؤ النخب التي جعلت من فلسطين شعارا لعقود: وقفنا على جبن شيوخ الدين أمام السلطة وتفضيلهم للخبز على نصرة الضحايا.

في كلمة: لقد كان صراعا حول الاعتراف واجه فيه الغزاوي وقبل أن يكون صراعا صفريا: أما الموت أو الحرية. لو فضّل البقاء ، مجرّد البقاء لأصبح عبدا وهُجّر. واجه وقاوم وصبر فاعترف العالم به كذات حرة.

" من لا يضع الموت في كفّة والحرية في كفة يكون عبدا".

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات