وصية الي أصدقائي على موت وعلى حياة

أصدقائي من القوميين ومن اليساريين ومن الإسلاميين، ولست ادري أن كان لي أيضا أصدقاء من الدساترة/ التجمعيين..

راهي " الأيام كيف الريح بالبرّيمة.."نوصيكم اذا طاح الانقلاب كان اليوم والا غدوة حاسبوا حسابا عسيرا من قام به ومن شارك فيه ومن دعمه ومن عمل فيه، اينعم اينعم حاسبوهم ولو كانوا بالالاف. بدون ذلك تتحول تونس الي تشاد أو افريقيا الوسطى: من ينهض الأول يقوم بانقلاب، بدون محاسبة يبقى القضاء يخدم في " الواقف"، بدون محاسبة يبقى الأمن " عصا الجميع"، بدون محاسبة يبقى الاعلام " الله ينصر من صبح"، ويبقى الجيش لُعابُه يسيل على الدوام.

لولا إفشال العدالة الانتقالية ما كان اليوم القضاء يعمل تحت الطلب. ها انتم تنظرون اليوم: لان القضاء غير مستقل لذلك السجن التقى فيه اليساري مع الإسلامي مع الدستوري مع المستقل. بعد الانقلاب أكيد سوف تحدث صراعات سياسية فلا تُعطي صك توبة لانقلابي لتستقوي به على منافسك، لأنك ستضع في ذهنه فكرة " نعمل انقلاب وكان فشلت تو نجي مع واحد يحميني من المحاسبة".

أصلا فكرة " انقلاب يرتّحتنا من غرماءنا ويعطينا تفتوفة" هي فكرة صبيانية: الي يعمل انقلاب ما يعطي شي لحد ويرحي الكل ( وهاك تشوف). الشعوب تماما مثل الأفراد يجب أن تستفيد من تجاربها المريرة، اذا ما تستفيدش هذا دليل على تأخّر ذهني، وسوف تظل تتخبط في نفس أخطاءها.

كلمة أخيرة : بجاه ربي افهموا: راهي ديمقراطية تاعبة وتعكّز تعطيك إمكانية إصلاحها وتطويرها وتحسينها في كل 5 سنوات انت تتطور في تجربتك وهي تتحسن في آدائها، ماثمش ديمقراطية جت من النهار الأول شريفة فاضلة كاملة مدوّشة مبرفنة، التقدم مسار تاريخي لابد من الصبر والمداومة.. أما الانقلابات فلا تُصلح أبدا ولا تنتهي إلا بالدم وبخسائر كبيرة أو بانقلاب اخر . وربي يغفرلي ويرحمني كنت إنسان طيب.والسلام.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات