العايش مات..

ما نتفكرش ﭬدّاش كان عُمْرِي مْنِين سْمِعْت أوَّل مرَّة كَلْمَة "جْنِيد البُوم"، ما ﭬالِّي حدْ آش تِعْنِي، وما سَألتِش عَلِيهَا، أمَا فهمت اللّي هِيَ عِيَّارة لعَرْشْنا إحْنِي، أولاد عمّار. "جنيد البوم" تعني عددهم شْوَيْ. وبالحـڨ، سيدي ما كانش عنده خُو، وكِيف كِيف ولد عمه حَمَد كان وحده عند سيده مصباح بن ضَفَ الله، وولد عمّه الآخر العايش ولد الحاج عمار زاده ما عنداش خُو. أما سمعت اللي سيده جاب ولد ثانِي اسمه علي، مات وهو صغير بعدما لُدْغَاته لِفْعَة في السّـﭬـي وإلا فِي الشّارب. وبقي العايش وحده حيْ.

عمّي حمد كان يسكن في العِمْري عْمَا سِيدَه مصباح، باش يكونوا ﭬراب للهكتار اللي أعْطَتْهُو لْهم الدُّولة، أما عمّي العايش كان حُوشه مقابل حُوشنا في الزرسين، نتفكّره مليح، كان عمره فُوڨ الثلاثين وما وصلش الأربعين، كان راجل عاقِل يَاسِر. ما يتكلمش، نتفكره كإنه ﭬِدّامي تو، يلبس كبُّوس أحمر وبلُوزة طويلة.

عمّي العايش، نتفكره دُوب ما بديت نِشْفِي. ﭬبل ما يجيب صغير وإلا جاب وأني ما نتفكراش، كان الوقت رمضان، هزْنِي عْمَاه لحُوشه باش نتعشّى عمَاه هُو وعِيلْته مبروكة، حطت لنا العشي شربة ومرقة في زريبة ظهراوية، في شِـﭬْهَا الغربي. كان حارص باش نَاكِل، كَإِنّي أني الصايم موش هو. أما ما نتفكرش بالضبط علاش هزْني لحُوشهم، يا لِنْدَرَى عل خاطر أمي وسيدي متعاركين؟ وإلا ما همش في الحوش؟

بعد ما حولنا لـﭬبلي، كان كِي يسوّڨ نهار الثلاث، يهبط من سوڨ البياز لـﭬبلي لُوطه، باش يطل علينا، وبطبيعة الحال يشُـڨ الجر الكل عل كرعيه، ويجينا وين نسكنوا في غربي الجيهة اللُّوطا. ولازم يجيب معاه حاجة، حلوى وكِيلُو ومِيّة تاي. أما ما طوَّلِش بعدها ومشِي لفرانصا.

نتفكره أيامات اللي باش يسافر، عقابات الصيف، كُنا احنِي في الزرسين. وكان عنده حاشي، رابطه في الرحبة، جابه بَاش يبيعه ويشْرِي بحـﭬـه تِسْكرة البَابُور باش يِمْشِي لفرانصا يِخْدِم كيما مشوا يَاسِر ناس أُخْرِين.

نهار اللّي تَيِمْشِي، نتفكره مليح، آخر مرة رِيتَه فيها، مُرُﭬَوا يَاسِر ناس باش يودْعُوه، وتلمُّوا عليه في رحبة الزرسين، لِنْ جَتْ كرهبة براشن من ﭬبلي، كان لُونها أبيض، ركب فيها مع ناس أخرين، ودَارَنْ بيها النساوين يْوَدْعِن، وبعدما دِرْزَت الكرهبة وتحركت، واحدة من النساوين ﭬَجَّت في جُرَّتْها المِي باش يَرْجَع العايش لأهْلَه.

بعد أيّامات رجعنا لـﭬبلي، كنا نسكنوا في النزلة الـﭬبلية، في حوش عمار بن سعيد. نهار روحت م المكتب. كي قربت م الحوش، نسمع في أمي تعيط وسيدي يزهـڨ على طول صُوته، لتو صُوتَه مَازَال يرِنْ فِي أوْذَاني. آش ثم؟ جِي خبر العايش من فرانصا. مات في الخِدْمة. نتفكر بكيت ياسر ياسر. كان نهار مدعزڨ. روَّحْنا للزرسين، نتفكر النساوين في الزنازة، الكُلْهِن يْعَيْطِن ويِبْكِن، وفي وَسْطهِن حُلـﭬة فيها عِمْتي سَالَمَة عْمَا نساوين أخرات وهنْ يِنْدْبِن، وأظفارهن على خْدودهن: خي ها، خي ها.

عام اللي مات العايش سيدي ما شراش ذبيحة العيد الكبير، كان ﭬبله يشري جَدْي باش نعَيْدُوا بيه، أما عامها ما عيَّدْنَاش. مات العايش. وخلَّى ورَاه ثلاث صغار، زوز أولاد وبنت، الكبير فيهم ما يتعدّاش خمسة سنين.

نتفكر واحد آخر م الزرسين عمل حادث في فرانصا، بعدَه روّح للبلاد، وكانُوا يبعثُولَه مانْدة كبيرة كُل ثلاثة شْهُرْ. سيدي حرص باش يطالب بحـڨ وِلْد عمّه، كان كي يجي جواب من فرانصا لعِيلْتَه مبروكة في الزرسين، تجيبه لسيدي في ﭬبلّي، يهزه لأحمد دابو وإلا عبد المجيد بالتومي، باش يردُّوا عليه. وﭬَدّاش تعب سيدي في الحكاية، عل خاطر أمي كانت متـﭬلـﭬـة م الموضوع، وتنـﭬْرِد ياسِر عليه، ع الخاطر الجوابات ما كانتش بلاش، وعمتي مبروكة كانت تجي م الزرسين وتبقى حتى يتكتب الجواب.

وما خفِّفَت من جيّانها كان كِي صبوا لها الشهرية من فرانصا. وكي جَتها أول مانْدة، كان سيدي خايف لا تشري بيها ذهب وتُـﭬـعد، دبّر عليها باش تِشْري غابة في الزرسين. وما ارتَاح كان كِي خِذَت برَايه.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات