فرنكشتاين

منع كتاب يعني العودة إلى الصنصرة، إلى الوراء تماما، إلى العهد النوفمبري. دعكم من الكلام عن أن الكاتب مطبع لأن الكتاب لا يتعلق بالتطبيع ولا يدعو إلى التطبيع، ولأنهم وهم يحكمون الآن لم يصدروا قانونا ضد التطبيع. وما استحضار التطبيع بالمناسبة إلا لتمرير التعدي على حرية التعبير والنشر.

يبقى أن الذين أزعجهم منع كتاب، هل أزعجكم قبل ذلك منع كتاب أهم منه بكل المقاييس وهو الدستور الذي توافق عليه شعب وليس فرد منه؟ وأنتم تقفون مع حرية النشر والتعبير، أوكي، ألا تعرفون أن الاعتداء عليهما بدأ مع الاعتداء على حرية التنظيم والاجتماع والتظاهر؟ فما هو موقفكم يومها؟

هل كنتم مثلا تنتظرون السماح بحرية النشر دون غيرها من الحريات الديمقراطية؟ ما هو موقفكم من غلق المؤسسات من البرلمان الديمقراطي إلى البلديات المنتخبة؟

هل تعتبرون حظر كتاب أهم من انقلاب، فتتضامنون مع كتاب تم منعه وتسكتون على ما أعظم منه؟

الانقلابات إن لم تكونوا تعرفون لا تسمح بالحرية، والحريات متماسكة مثل العقد، إن تكسرت إحداها فانتظروا تداعيها جميعا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات