وضع كاريكاتوري..

"قيس سعيد يتسلّى بعرض رسم كاريكاتوريّ..." هكذا عنون موقع إلكتروني تونسي ما تم في روضة الشهداء في ذكرى الشهداء، وهو عنوان استفزازي بامتياز، بالنظر إلى أن المكان والمناسبة يستدعيان قدرا من الخشوع والاعتبار لا التسلية أو محاولات تسجيل النقاط. وبالفعل، فقد ظهر قيس سعيّد مستهينا بالوضع الذي غدت عليه مؤسسات الدولة، متمسكا باستمرار الصراع مع رئيسي البرلمان والحكومة ولا يهمه تعطيل مؤسسات الدولة، محاولا أن يرمي المسؤولية على الآخرين.

ولهذا أتى بكاريكاتور من جريدة الشباب بتاريخ نوفمبر 1936، محاولا أن يبين أن تونس مريضة بسبب البرلمان والحكومة، ودون الدفاع لا عن البرلمان ولا عن الحكومة، أظهر قيس سعيّد أو من قدّم له الكاريكاتور أنه لا يفهم التاريخ. وضع كاريكاتوري بالفعل يتوسطه قيس سعيّد.

ففي عام 1936، كانت السلطة الفعلية في بلادنا بيدي المقيم العام ممثل فرنسا، والمقيم العام لم يكن يسمح بوجود حكومة مستقلة عنه ولا بوجود برلمان، وهي وضعية تشبه تقريبا ما يريده قيس سعيّد حاليا من خلال تعطيله للحكومة وتغاضيه عن تعطيل البرلمان، ولأن التونسيين كانوا واعين بأهمية أن ينتخبوا برلمانا ويحاسبوا الحكومة من خلاله، فقد خرجوا في أفريل 1938 مطالبين ببرلمان تونسي وبحكومة مسؤولة أمامه أي لا يتحكم فيها شخص واحد هو المقيم العام، ودفعوا دماءهم من أجل ذلك.

نعم سقط الشهداء من أجل برلمان تونسي تكون الحكومة مسؤولة أمامه، ولم يطالبوا بإرجاع السلطة الفعلية إلى الباي، ولا بإسناد كل السلطات إلى رئيس أو خليفة أو انتظار مهدي منتظر سيحل ببلادنا بعد 80 عاما.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات