الخرخاري أو الساقطون أخلاقيا..

على هامش إحالة راشد الخياري على القضاء العسكري، لفت انتباهي في الكثير من التعليقات استعمال عبارة الخرخاري عوض الخياري، في ربط بين لقبه والفضلات البشرية. وما درى أولئك المعلقون أنهم بذلك يعبرون عن مستواهم هم إذ لم ينتبهوا إلى أنهم لا يمسّون من الخياري فقط، وإنما أيضا من كل حاملي نفس اللقب. وهم بذلك يعبّرون عن غبائهم السياسي وينالون من حيث لا يشعرون من الجهة التي يدافعون عنها سياسيا.

في نفس الإطار، لست في حاجة إلى التذكير بتعيير بعض السياسيين في محاولة لإهانتهم والنيل منهم من خلال تحريف ألقابهم أو حتى استعمالها كما هي، فإذا بتلك الإهانات أو السخرية لا تقف عندهم وإنما تتجاوزهم إلى عائلاتهم وذويهم وقد يكونون بالآلاف، فيشحنهم ضد الجهة التي من المفترض أن تكون وراء من حاول إهانتهم.

أكثر من ذلك، فإن البعض يعيّر منافسيهم حتى بخِلقتهم التي ليس لهم دخل فيها، وهذا يذكرنا بتلك الصحيفة التي من فرط حماسها "لصاحب التغيير المبارك" عيّرت إعلاميا لا ترضى عليه السلطة النوفمبرية، بعرجه وكأنه كان مسؤولا عليه، وها هي نفس تلك العقلية تتواصل اليوم، وهو ما يدل على أن من يقومون بها إنما هم من تربى على العقلية النوفمبرية البائسة، وها نحن نقرأ ونسمع البعض يعيّر فاعلين سياسيين، أو غيرهم بالشَّعَر ،أو بشكل الفم أو بسَحنة الوجه أو أو. وهو سقوط أخلاقي مريع، ولا ينتبه من يصدر عنهم ذلك إلى سقوطهم هم وأن العار يعود عليهم هم.

نعود إلى عبارة الخرخاري، في تحريف متعمد للقب الخياري، وفي محاولة لربطه بالخراء (المعذرة على استعمال اللفظ)، والذي اخترع هذا التحريف ومستعملوه من بعده لهم بالتأكيد من الغباء الخام ما جعلهم لم ينتبهوا إلى أنهم يثيرون ضدّهم كلَّ من يحمل هذا اللقب، وهم كُثُر ولا شك، وحتى وإن لم يكونوا كذلك، فلا شك أن راشد الخياري لا يحمله وحده، وحتى إن كان الوحيد الذي يحمل هذا اللقب فالاعتبارات الإنسانية لا تشرّع للآخرين الاعتداء عليه والنيل من كرامته بسبب لقبه الذي ورثه، ويتجاوز المساس منه شخصيا إلى سكان مدينة بني خيار الزاهرة، الذين يُعرف الواحد منهم بالخياري، فإذا بما مس راشد الخياري من تحريف للقبه يمسهم ويمس كرامتهم.

ومن تسبب في إهانتهم لا يعرف أن قيس سعيد نفسه تعود أصوله إلى هذه المدينة وهو بالتالي خياري. وهم بالتالي ينالون منه من حيث يتحمسون للدفاع عنه. بئس المدافعون، عندما يكونون بهذه الدرجة من السقوط الأخلاقي.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات