وزراء اتحاد الشغل..

لا يزايدن أحد علي، فأنا منخرط في اتحاد الشغل، وأن أكون منخرطا ويقتطع انخراطي شهريا من جرايتي، لا يُفهم منه أنني كلفت القيادة النقابية بالتعبير عوضا عني سياسيا، ولو تفحصنا نجدها هي نفسها غير منسجمة سياسيا مع بعضها البعض وهذا طبيعي، لأن اتحاد الشغل ليس حزبا سياسيا.

اليوم سمعت تصريح الطبوبي أمين عام اتحاد الشغل بإسناد انقلاب 25 يوليو، معتبرا أن تشكيل الحكومة الأخيرة "خطوة أولى على طريق تجاوز الأزمة"، كما تكلم عن "عشرية غلب عليها الفساد والفشل"، وللتاريخ هنا أتساءل ما هو نصيب اتحاد الشغل من ذلك الفساد وذلك الفشل؟ ولسائل أن يسأل ما دخل الاتحاد في ذلك؟

الجواب أن الاتحاد العام التونسي للشغل كان حاضرا بأشخاص قريبين منه أو محسوبين عليه أو من قيادييه السابقين، مثلوه في كل الحكومات طوال 10 سنوات من حكومة الباجي قايد السبسي التي تشكلت في 27 فيفري 2011 إلى حكومة هشام المشيشي التي أقيل رئيسها في 25 جويلية 2021،

نتذكر فقط أسماء الوزراء الاتحاديين: الطيب البكوش في حكومة الباجي قايد السبسي في 2011، ثم حسين الديماسي في حكومة حمادي الجبالي في 2012، وعمار الينباعي في حكومتي المهدي جمعة والحبيب الصيد بين 2014 و2016، عبيد البريكي ومحمود بن رمضان والطيب البكوش في حكومة الحبيب الصيد في 2015-2016، هشام بن أحمد في حكومة يوسف الشاهد بين 2016 و2019، ألفة بن عودة في حكومة المشيشي ومحمد الطرابلسي في حكومات الشاهد والفخفاخ والمشيشي منذ 2016 إلى أن تشكلت حكومة الرئيس 3، أي تغير ثلاث رؤساء حكومات وبقي الطرابلسي العنصر القار لم يتغير حتى بعد انقلاب 25 يوليو.

بطبيعة الحال تلك الحكومات حظيت بدعم القيادة النقابية وآخرها حكومة هشام المشيشي. لا ننسى.

حسابيا اتحاد الشغل كان حاضرا في كل الحكومات طوال عشر سنوات بالتمام والكمال، أكثر من أي حزب سياسي، فالنهضة مثلا لم يكن لها أي وزير في حكومات قايد السبسي والحبيب الصيد وهشام المشيشي، دون أن يعفيها ذلك من مسؤوليتها في الدعم البرلماني لحكومة المشيشي ولحكومات النداء، أما اتحاد الشغل فكان العنصر الحاضر باستمرار في كل الحكومات منذ 2011 إلى ما بعد 25 جويلية 2021.

استفاد من ذلك أكيد، ويريد أن يتملص من تبعات ذلك الحضور، وهو شريك ثابت في ما عبر عنه الطبوبي ب"عشرية غلب عليها الفساد والفشل".

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات