نقيب وراء قناع..

Photo

رأيته على المباشر، لكن سيان عندي أنا المتلقي أن يكون وجهه مكشوفا أو من وراء كمامة أو قناع، لا أعرفه من خلال كتاباته ولا كتبه، ولا حتى من خلال عمود في صحيفة ذات وزن أو من خلال برنامج إذاعي أو تلفزي ذي مستوى راق أو حتى متوسط. ولذلك أتعجب كيف انتخبه الصحافيون عندنا، وارتضوه أن يكون ممثلا لهم، نقيبا لهم، كبيرهم.

في الساحة التونسية إعلاميون كبار لهم وزنهم وقيمتهم يعرفهم الجمهور ويتابعهم، كما عرف تاريخ الصحافة أمثالهم ممن كتبوا وبقيت أسماؤهم تتردد بعد أجيال، وآخرون مازالوا يكتبون فيمتعون ويقنعون، وفيهم من لم يتقدم أبدا ليقع انتخابه في هيئة أو نقيبا. وهم أهل لذلك، بقدر ما يشكلون شرفا للمهنة.

ويتقدم غيرهم ممن لا يسمع بهم الجمهور أقصد المعني الأساسي بالإعلام، ويصبح عضوا في نقابة الصحافيين أو حتى نقيبا لهم، فإنه يضع نفسه في موقع حرج، والذين مكنوه من ذلك أيضا ينالون من أنفسهم ومن مهنتهم، فإن لم يشعر ولا شعروا بذلك الموقف المحرج، فذلك وجه آخر من المشكل. وفي مهنة تتصل بالكتابة والقول والرأي، اللقب لا يعطي للشخص قيمته، ولا ننتظر أن يأتي العطاء المهني بعد اللقب.

لو كنت صحافيا..

أجد نفسي مجبرا على العودة إلى موضوع، اعتبره البعض مما لا يعنيني، وكيف لا يعنيني الإعلام الذي يتوجه أولا وبالذات إلى الجمهور ويدخل عليه بيته بدون استئذان. وهنا فالإعلامي ليس بمكانة طبيب الاختصاص حتى لا يدخل في اعتباره رأي الجمهور، بل أن رأي الجمهور هو الحاسم.

وهذا لا يعفي الإعلامي من أن يتميز في مهنته المرتبطة بالقلم والرأي، ولو كنت إعلاميا لخجلت أن يتقدم لتمثيلي شخص أو أشخاص غير مميزين في كتاباتهم أو إنتاجاتهم، ومن المؤسف أن فيهم من لا يكتبون ولا يقرؤون.

الإعلام ليس حكرا على الإعلاميين، وإنما الجمهور أيضا له رأي. نعم نحن لنا رأي، في ما يدخل بيوتنا بدون استئذان. إلا أني فيما يتعلق بمشروع تنقيح الفصل 116، لا أستدل بموقف النقابة إذ كانت امامها عشر سنوات لوضع تصور لتطوير الإعلام وأن تتقدم بمشروع تعبئ من أجله الساحة الإعلامية والمجتمعية، وإذ لم تفعل فالظن الواضح أنها كانت راضية عن المشهد الإعلامي، رغم سوئه الفاضح. خلاف ذلك قولوا لي ما هو موقف الحزب الفاشي، أقل لكم ما هو الموقف الأصح.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات