جمهوره على حقيقته..

في إحدى الصفحات المناصرة لقيس سعيد، يؤتى بمقتطف لأحد الفاعلين السياسيين، ويطلب من الجمهور: تعاليقكم؟ وهو ما يمثل عينة من جمهور الأنصار من حيث مستواهم السياسي والثقافي والأخلاقي وحتى اللغوي والتربوي.

وقد نشرت الصفحة صورة لعدنان منصر، مع مقتطف من رأي له مما يجري يقول فيه حرفيا: "قيس سعيد يقوم بالتأثير المباشر على القضاء ويسعى لصياغة دستور جديد يحرره بنفسه". وتهاطلت التعليقات التي بلغ عددها خمسين من نوع "كان عجبك !"، "اقلب مناظركم"، "اش الهم هذا، الساسة القدم الكل مزبلة التاريخ وبئس المصير"، "ملا امّارك ما يحشموش"، "من العبيط ده؟"، "بيوع"، "هكاكه نرتاحو من وجهك". إضافة إلى من بصق ومن استعمل عبارات بذيئة.

ملاحظة 1: كل التضامن مع عدنان منصر.

ملاحظة 2: مثل هذه اللغة السافلة لم يتعرض لها عدنان منصر حتى من قوّادة الشُّعب التجمعية، عندما كان يكتب في جريدة الموقف، وربما كان بعض هؤلاء المعلقين من أولئك القوّادة.

ملاحظة 3: من الخمسين تعليقا، لم يخرج أي واحد منها برأي أو بنقد ما قاله عدنان منصر.

ملاحظة 4: مثل هؤلاء من نتائج الانقلاب الذي قسّم المجتمع التونسي بعمق، وإن لم يكن له غير هذا فهو لا يبشر باحترام الحريات ولا الديمقراطية ولا الحقوق.

الصفحة لم تكتف بعدنان منصر، وإنما قامت بمثل ذلك لآخرين من بينهم حمه الهمامي، ومن بين التعليقات عليه "خايف على روحو بالرسمي انتم لازمكم واحد يمحقكم كمشة قمل"، "طلعت خوانجی اكثر ملغنوشي"، "مزبلة التاريخ تقبلك"، "برا وهف يهزك مرخصك بشر"، "دكتاتور و أتو تخراولو فيه باهي هكة"، "الله يرحمك يا بن علي ما كنت كان أنت فاهم هارهوت (الرهوط)".

مثل هذه التعليقات فيها نوع من التشفي والدعوة إلى الانتقام ممن ساهموا في إسقاط بن علي، والواضح من خلال لغتها أنها صادرة عن قدامى قوّادة الشعب التجمعية الذين التحقوا على عجلة بقطار الانقلاب. ومثل هؤلاء لا يبنى بهم وطن ولا ديمقراطية ولا مؤسسات، وإنما دورهم المزيد من التعفين وتهديد السلم الاجتماعية.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات