فشلت محاولة الفوضى..

لاشعبية..

تظاهرة 8 ماي شارك فيها قادمون من مختلف الجهات، كما قال كمال ستالين. ومتأكد شخصيا أن الحضور كان حتى من الجنوب ومن جهات أخرى. إضافة إلى ذلك رأينا أحزابا سياسية، من خلال حضور قيادات قومية من حركة الشعب والتيار الشعبي، ورموز وطدية. لكن عندما لا يتجاوز العدد 300 متظاهر حسب رويترز، فهذا يكشف لا شعبية الانقلاب، وانحسار أنصاره. لكن ما نفهمه أن الأحزاب يرعبها أن يكون العدد أقل من ذلك، وربما تلقت إشارات إلى ضرورة ظهورها في التظاهرة.

في تقديري اللاعب الرئيسي ليوم 8 ماي هو أحمد نجيب الشابي، لأنه فضح المخطط قبل أن يقع. فأربكهم، ورأينا ذلك في خطاب قيس سعيد الذي ألقاه عند منتصف الليل بين ضباط الداخلية. والحقيقة أنهم لم يقدروا جيدا خروج نادية عكاشة التي كانت كما هو واضح وراء التخطيط ليوم 25، وواضح أن مركزها لم يسدّه غيرها، فانكشف الأمر قبل التنفيذ. وحتى الشعارات التي رفعوها كانت قديمة، تجاوزها الزمن من مثل الدعوة إلى تطهير القضاء، بعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر من حل المجلس الشرعي للقضاء.

إن مخطط يوم 8 كان محاولة لاستئناف ما وقع يوم 25، بمعنى بالإمكان اليوم إعادة قراءة ما وقع يوم 25 الذي كما اتضح اليوم لم يكن عفويا ولا هو يدل على شعبية الانقلاب، وحتى تزمير السيارات لم يكن عفويا، وإنما الميليشيات هي التي خرجت يومها لتحرق ما أحرقت وهيأت بذلك جو الانقلاب، مثلما كانت اليوم ستحرق لتهيء الجو لإصدار مراسيم وقرارات جديدة.

ومن التفاصيل نتذكر أنهم كانوا يتهمون المتظاهرين ضد الانقلاب، بأنهم يتلقون أموالا مقابل التظاهر، هذه الاتهامات تكشف أنهم تلقوا أموالا للتظاهر يوم 25، وقد ذكروا بدقة المبالغ التي تلقوها من خلال تحديد المبالغ التي اتهموا المعارضين بتلقيها.

لقد تحركوا يوم 25 كميليشيا، وتحت نفس اليافطة خططوا لما كانوا سيقومون به اليوم، إلا أن كشف مخططهم جعل كبيرهم يصدر الأوامر كي لا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه يوم 25. وانتهى كل شيء إلى فشل ذريع.

فشل في الحضور أمام المسرح اليوم، رغم التجييش الكبير والقدوم حتى من أقصى الجنوب، وهنا فلسنا في حاجة إلى التأكيد مرة أخرى بأن الواضح هو أنه تعرى من شعبية يدعيها، ولم يستطع إثباتها. في مقابل شارع أكبر بكثير خرج عشر مرات سابقة ضد الانقلاب.

إن اللجوء إلى الميليشيا يدل على أن الأمن يحافظ إلى حد كبير على حياديته، وأنه لم يكن من السهل تطويعه لفائدة الانقلاب. إلا أن الإرباك الذي أصاب مخططهم فلم ينفذوه، ستكون له انعكاسات دراماتيكية، وسيتعمق لديهم الشعور بالعجز والفشل، وسيتراجع جنوحهم نحو الفوضى والعنف. إلا أن كل شيء يبقى متوقعا منهم، وبالتالي ضرورة التزام الحذر والحذر الشديد.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات