حكام العرب تم استهدافهم أيضا..

سارعت الولايات المتحدة بطم طميمها إلى التعبير عن دعمها للكيان العبري، اجتمع مجلس الأمن القومي، والبنتاغون، وصولا إلى تحرك حاملة طائراتها في المنطقة، وبقطع النظر عما سيقع بعد ذلك، فهذا في حد ذاته يضيف إلى الانتصار انتصارا، لأن هذه ليست فيتنام، ولا أفغانستان ولا حتى الصومال.

بطبيعة الحال لا يتطلب الأمر التساؤل عن موقف للعرب مواز للموقف الأمريكي ولا البحث عما يعدل الكفة منهم ولا من غيرهم، خاصة والعملية قد كشفت عما يمكن اعتباره أخطر ما فيها، اكتشاف بالصدفة، وهو أن دوام الكيان العبري واستمراره لا يعود إلى قوة ما يتوفر عليه من جيش لا يقهر ولا تكنولوجيا أو أجهزة استخباراتية ولا أسلحة متطورة ولا حتى السلاح النووي. ولا كل ذلك مجتمعا.

قيام الكيان واستمراره لا يعود فقط إلى ما يحظى به من حماية أمريكية ودعم غربي لا محدود، وإنما الشيء الجلي هو أنه يستمد وجوده واستمراره من وجود الأنظمة العربية، على الأقل ما كان يسمى بدول الطوق، بما فيها مصر وسوريا، دعك من أجهزتهم للبروبغندا وكلام عن محور المقاومة، والصمود والتصدي، وما شابهها من شعارات براقة، لشد الانتباه، وتعبئة المغرر بهم. كلهم كانوا حراسا للكيان، فقط كل واحد وما كُلّف به من دور وخُطب وشعارات، بين معتدل ومتطرف، أو بين رجعي وتقدمي أو ثوري. وراثي أو عسكري. كلهم كانوا سواء في خدمة الكيان العبري.

غير ذلك، ما سبب عجزهم طيلة خمسة وسبعين عاما عن التعادل معه، دعنا من الانتصار عليه في معركة واحدة، نعم حتى في معركة يتيمة رفعا للمعنويات، في حين أن الأمر لم يكن يتطلب كما كشفته حركة حماس، إلا ألف جندي فقط، وليس مئات الآلاف مما كانت وما تزال تعد جيوشهم، المدربة أحسن تدريب، والمكونة أحسن تكوين، في ظروف تختلف عن الظروف التي تدرب فيها الألف فلسطيني وهم بين الحصار ومرمى الاستهداف والشيطنة.

نعم المسألة لم تكن تتطلب جيلا أو جيلين أو حربا طويلة المدى، وإنما فقط بضع سويعات، وينتهي الأمر، كما فعلت حماس. ولم يكن يتطلب أسطولا جويا مثل الذي سُحق وهو رابض في المطار عام 67، وإنما فقط دراجة يدوية الصنع، تحمل اسم الزواري الذي لم يكن زعيما ولا أميرا ولا قائد انقلاب. هذا كل ما في الأمر. نعم إن هذه الضربة التي أفقدت الكيان الغاصب توازنه، عرّت تماما الحكام العرب ممن كانوا يوهمون شعوبهم بتحرير فلسطين، وذهبوا دون أن يفعلوا وفيهم من مازال يكرر الكلام نفسه، ليس لهم إلا ذاك، ولم يكن مسموحا لهم بغير ذلك. لقد عرّتهم حماس بألف رجل فقط.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
عبدالحميد
11/10/2023 14:26
كل الانظمة المنظوية تحت القومية العربية هي بالأساس أنظمة عميلة و مسؤوليها هم رجال مخابرات تم تكوينهم لحكم الشعوب العربية.