مخازنية وأنصار وتسميات..

دعنا من الكرونيكارات الذين يؤثثون البلاتوهات والمحللين الذين لا اختصاص لهم في شيء، ويتكلمون في كل شيء، في السياسة والاقتصاد والقانون الدستوري والاستراتيجيا والعلاقات الدولية وغيرها ممن يصطفّون وراء قيس سعيد، هؤلاء مخازنية ليس أكثر، بعضهم كانوا يؤيدون المخلوع وأيدوا بعده الباجي وحتى المرزوقي. بل فيهم من أعلن أنه لم يصوت لقيس سعيد ونعته بأبشع النعوت، وهاهم اليوم مستعدون لفديته بالروح والدم. هؤلاء لن أعلق عليهم، لا يستحقون. آكلون على كل الموائد.

دعنا من الثلاثين صفحة فيسبوكية التي شاركت في حملة قيس سعيد الانتخابية، فقد صمتت أغلبها بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، وعاد البعض منها بعد 25 للفت النظر إلى دور القائمين عليها وأنهم أصحاب الفضل على ساكن القصر، وقد تسرب بينهم حتى من دعا إلى مقاطعته بين الدورين، ثامر بديدة نموذجا، وبقطع النظر عنه وعن أضرابه، فمن هذا الوسط وخاصة من التنسيقيات التي لا نعرف عنها شيئا كبيرا، تتم التسميات في مراكز مختلفة. ويتقدم آخرون للنيل من نفس المائدة.

تتذكرون الاجتماع الذي عقده يوم 7 أوت ما يسمي نفسه "المجلس الأعلى للشباب-حراك 25 جويلية" بنزل أفريكا ذي النجوم الخمس رغم منع التجمعات لأكثر من ثلاثة أشخاص، وهذا الترخيص دليل كاف على أن المجتمعين هم أنصار قيس سعيد وأنهم فوق الطوارئ. الأهم من ذلك أني وجدت بالصدفة ضمنهم كهلا في الستين. وقد دعي إلى أفريكا وتدخل في النقاش -كما أقرّ هو- "حول الوضع الحالي بالبلاد و ما تتطلبه المرحلة من تماسك و تضامن بين كل اطياف هذا الشعب لبناء تونس الجديدة". إلى هنا الأمر يبدو عاديا فيما يتعلق بما يدعونه من كونهم شبابا والكثير منهم كهول، إلا أن ما يلفت الانتباه أن هذا الكهل كان تجمعيا ثم كان ندائيا، وها هو الآن يصبح قيسيا متحمسا للعهد الجديد.

في إطار نفس الموجة ظهر كيان يسمي نفسه "الحشد الشعبي-تونس"، على اسم الحشد الشعبي العراقي، بما يشير إلى نفس المرجعية والنموذج. صحيح أن معالم هذا الكيان لم تتضح بعد إلا أن تسميته تكشف عن الإعجاب بالصبغة الميليشيوية المسلحة وتضمر ممارسة الترهيب والهرسلة، كما يمارسها صنوه العراقي.

أما حدوده فقد تجاوز عدد المعجبين بصفحته على الفيسبوك الخمسمائة، وأعلن هذا الكيان في بلاغ "رسمي" عن اسم ناطقه الرسمي، وهو من المفتونين بالعقيد معمر القذافي، وضد ما يسميه "الربيع العبري". وما يهمنا هنا أن الحشد الشعبي بتونس يعلن بالصوت العالي عن دعمه ومناصرته لقيس سعيد.
إن الصمت إزاء مثل هؤلاء بهدف الاستفادة من تأييدهم، له انعكاسات سلبية بقدر ما يشكلون خطرا على الدولة وعلى السلم المجتمعي.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات