تطهير الإدارة..

حرب أخرى زيادة على أنه موضوع للإلهاء وتشتيت اهتمام الناس عن المعاناة اليومية في الطوابير، وشح المواد الأساسية وغلاء الأسعار... وزيادة على أنه يغذي نوازع الشعبوية الفجة، ومشاعر التشفي والانتقام، من المخالفين سياسيا أو إيديولوجيا تحت عنوان "من تسللوا إليها"... .

وزيادة على أنه يذكرنا بما آلت إليه مؤسسات أخرى من تجميد وأو تركيح أو إرباك، وما يمكن أن يحصل من شيء شبيه في الإدارة، باعتبارها أيضا من الوسائط التي تستأهل المحاربة... وزيادة على تغذية الأطماع لدى الأنصار في إمكانية أن يقع تشغيلهم هم أو ترقيتهم هم، بقطع النظر عن الكفاءة والخبرة والتجربة، وحتى عن الشهادة..

وزيادة على إدراج عبارة "التطهير" في إطار "الحرب على الفساد" الشعار الذي لم يتحقق وآل إلى النسيان أو السخرية حيث لم يمس الماسكين باقتصاد الريع أو التهريب..

وزيادة على أنه قد يحقق بعض المداخيل بما يخفف الضغط على الميزانية.. فإنه يتوافق مع إحدى أهم الاشتراطات التي وضعها صندوق النقد الدولي والتي تخص التخفيض في كتلة الأجور التي تلتهم نسبة مرتفعة من الميزانية.

وهذا هو الأهم. الأهم حتى ليبدو غيرها ثانويا. ويستمد أهميته من تبديل رأس "حكومة الرئيس"، سواء اقتصر على ذلك الحد أو امتد إلى جسمها أو بعض جسمها، وهو ما يوحي بأن الهدف الأساسي لها هو بالضبط تطهير الإدارة، وهو أمر زيادة على الأهداف التي يمكن أن يحققها أساسيا أو عرضيا، لا يتطلب ميزانية خاصة، ولا موارد إضافية.

هدف سهل مرشح أن يكون فاتحة إنجازات لم يتحقق منها شيء طيلة سنتين.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات