عصر القبائل الليبية..

Photo

في بلد طالما بشرت الدعاية فيه بعصر الجماهير، عندما ينكشف الحال عن عصر القبائل. فتلك مفارقة عجيبة وغريبة. والأغرب أن يتحول ذلك إلى حل.

ليبيا التي سبقت كل البلدان العربية الأخرى إلى النظام الجمهوري إذ أعلنت فيها أول جمهورية في 1918 واستمرت إلى 1922، والتي عرفت الدستور في 1951 أي قبل أغلب البلدان العربية الأخرى، بما فيها تونس 1959. عندما لا نجد فيها إلا القبيلة كوحدة متماسكة، فالسبب بالتأكيد ليس ثورة 2011، وإنما هو حصيلة ما كان يسمى ثورة الفاتح، والنظرية العالمية الثالثة.

لأنه في بلد يعوم على بحر من البترول، + وزن ديمغرافي ضعيف+موقع استراتيجي على مرمى حجر من أوربا ويمتد عمقه وسط إفريقيا+ استقرار سياسي مكن القذافي من الحكم طيلة 42 سنة، إذا اجتمعت كل تلك العوامل من المفروض أنها تقفز ببلد مثل ليبيا إلى صدارة الدول -على الأقل- المجاورة على جميع الأصعدة، لا أن تتراجع إلى عهد القبائل والعشائر والأفخاذ، تماما مثلما هو الحال في أزمنة غابرة أو في بلدان فقيرة وتأكلها الحروب والفتن، على غرار أفغانستان.

أكثر من ذلك، عندما يصل الأمر إلى التفكير بأن الحل في ليبيا يمر عبر اجتماع رؤساء القبائل في "لويا جرغا" على غرار الحل الأمريكي في أفغانستان، ففي ذلك ازدراء -لا يجوز- بالشعب الليبي، وقراءة خاطئة للواقع.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات