النسبة الثابتة أو المخازنية..

علق أحد الأصدقاء أن أنصار المنصف المرزوقي "إللّي كانُوا معاه واليوم يبندروا لقيس سعيد ولاَّوْا ينعتوا فيه [أي المرزوقي] بالطرطور". نعم سي شهاب، لاحظت ذلك منذ مدة، ليس فقط من بين الجمهور العريض وإنما أيضا من بين من كانوا في الصفوف الأول من أنصار المرزوقي.

فقد ورثهم قيس سعيد وانضمّوا إلى جمهوره، ليس لأنه وريث الدكتور المرزوقي في أفكاره أو نضاله أو ماضيه، فشتّان حقيقة بين وبين، بين من ناضل ودفع من حياته ثمنا للحرية وعرض نفسه للسجن وجرت كلماته مجرى الأمثال من نوع "لا يَصلح ولا يُصلح"، وبين من استكان إلى الظل والخبزة الباردة، بل أن بعضهم يؤكد لأنه كان يحاضر على منبر التجمع المقبور.

وإنما الذين نراهم ونسمعهم ويعلقون على صفحته مالوا إليه لسبب آخر تماما تعرّفنا به دراسات العلوم السياسية، إذ تثبت أن 8 بالمائة من أنصار أي حاكم/ رئيس يناصرونه من أجل الكرسي الذي يجلس عليه، ليس من أجل أفكاره أو برامجه أو إنجازاته أو حتى ربطة عنقه، وإنما فقط لأنه حاكم.

مثل هؤلاء الأنصار كانوا موجودين في تاريخنا ويسمون بالمخازنية. وهم يرون في الحاكم أيا كان اسمه أبًا في زمن الباترياركية، أو شيخ قبيلة يحميهم، أو وليًّا صالحا مستجاب الدعاء، أو سوبرمان أو أو أو. هم يشعرون بالراحة والطمأنينة عندما يرونه، وعندما يسمعونه، وعندما يسمعون به، فقط لأنه حاكم بمعنى يأمر فيُطاع.

بطبيعة الحال بين هؤلاء من هو طمّاع لأنه يعتقد أن الحاكم مصدر كل شيء، الرزق والشغل والمكانة، ومنهم من هو خوّاف رِعْدِيد يخشى سطوة الحاكم، والغريب أن هؤلاء لا يفعلون ما يستوجب العقاب، وهؤلاء لا يوجد بينهم أصحاب مبادئ أو أفكار عظيمة. ومن الطبيعي حينئذ أن كانت نسبة من مثل هؤلاء مع أنصار المرزوقي، ويتحولون اليوم إلى أنصار قيس سعيد وربما كانوا من أنصار المخلوع بن علي قبل المرزوقي.

هؤلاء لأنهم أنصار الحاكم، ترى ألسنتهم لاذعة تجاه معارضيه حتى يثبتوا لأنفسهم أولا ولمن يعرفهم أن تحولهم من إلى كان عن إيمان وصدق وعن مبدئية، إلا أن ذلك بالضبط يدل على أنهم منافقون ولا هم في حقيقتهم من أنصار السابق ولا الحالي ولا القادم وإنما هم أنصار أنفسهم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات