احب ان افهم ؟

Photo

على هامش تدوينة لرفيق عبد السلام ...وزير خارجية و استراتيجي ربيع سابق

هناك اسئلة تنبت في الذهن كالشوك كلما قرأت خطاب " العقلانية الواقعية للخط الغنوشي الذي يريد اقناع " المندفعين " بضرورة عزوف النهضة عن تقديم مرشح رئاسي و مواصلة " التوافق " عبر دعم مرشح من خارجها هو على الارجح من ستتوافق عليه منظومة 2014 الندائية اذا التأمت من جديد شقوقها في مواجهة " الجناح الشعبوي " المنبثق عنها و المهدد لها و للنهضة في نفس الوقت او سيكون مرشح " تحيا تونس " و من قبل التحالف معها من الشقوق الاخرى .

هذه الاسئلة شرعية لأن " الجناح الغنوشي " ينشر الان رأيه للعموم و يصدر الجدل للعلن و اخر ما قرأت تدوينة رفيق عبد السلام على حسابه الافتراضي .

يقوم الرأي على فكرة مركزية في تقدير الموقف : تنامي قوة المحور المعادي للربيع العربي و ما " أفسده " في " ليبيا و سوريا و اليمن " ( هذا كلام رفيق ) و بناء عليه تحتاج " النهضة " ( الاسلام السياسي الواعي بمحاصرته ضمنيا حسب ما يقوله الراي بين السطور ) الى مواصلة " التوافق " مع " المنظومة " التي تصالحت مع " الديمقراطية و الثورة " ( غير الاستئصالية اذن و غير المعادية للنهضة هي الترجمة الحقيقية لجملة " تصالحت مع الديمقراطية و الثورة " )…

طيب ..السؤال الاول : محور " معاداة الربيع " يعني الامارات و السعودية هو المحور الذي كانت النهضة و عموم الاسلام السياسي العربي في تحالف معه من خلال " قطر و تركيا " لصنع " الثورة " في سوريا و دعم " الشرعية " في اليمن اي منطقيا مواجهة محور المقاومة ايران و حزب الله و بشكل اوسع المقاومة في فلسطين و انصار الله في اليمن ثم روسيا و الصين كصديقين لهذا المحور المقاوم ...اليس كذلك ؟ …

حسنا حين قرر الاسلاميون العرب اولوية " الثورة " و " الديمقراطية " على " المقاومة " من منطلق ان " تحرير فلسطين " يمر باسقاط المستبدين و لخصوا الاستبداد العربي اساسا في " النظام السوري " بالذات و الحوثيين المطالبين بحقهم في الثورة مع اخوان اليمن ..حين قرروا ذلك و حشدوا لهذه " الرؤية " هل فكروا ان المحور السعودي الاماراتي الذي حالفوه من خلال التركي القطري ليس معنيا " بالثورة و الديمقراطية " بل معنيا اساسا بالمقاومة و " الغزو الرافضي الصفيوني الفارسي " ...الم يحكم " الاسلاميون الديمقراطيون العرب " الحبل حول اعناقهم و هم يندفعون نحو " تصدير الثورة الديمقراطية " نحو سوريا حين لم يبحثوا على تاليف ممكن بين " ثورتهم على بن علي و مبارك " و علاقة استراتيجية مع اخوانهم " الاسلاميين المقاومين " و اصدقائهم " القوميين العرب " المعنيين بمواجهة الصهاينة ...الم يضعوا بذلك " الثورة " و " المقاومة " في مرمى نيران المحور الذي يخافونه اليوم و يريدون الاحتماء منه برمضاء " الدولة البورقيبية " و سليلتها المنظومة التي " لا تعادي الثورة و الانتقال " اي لا تعاديهم ...الا يلزم نقد ذاتي حتى نفهم ؟

ثاني الاسئلة …حين ابرمت النهضة توافق باريس و ما تلاه بعد 2014 كان القول انه توافق الثورة مع " الدولة " التي تدقرطت و ستنجز مواجهة للفساد و اصلاحات كبرى في نفس الوقت الذي تستوعب فيه الدولة من ظل خارجها عقودا و اولها النهضة لتظهر للناس بعد ذلك الانجازات و اهداف الثورة في التنمية و العدالة و الاصلاحات الكبرى ....

و الان بعد خمس سنوات نجد " طلبا نهضاويا " لقواعدها و لعموم المواطنين بضرورة التعقل حتى يواصل الحزب حماية نفسه باستعطاف " منظومة " تتمنى النهضة ان لا تكون معادية لها مثل " المحور " حتى تتخفى وراءها من اجل خمس سنوات اخرى من " البيات الشتوي " بلا انجازات تطعم الناس من جوع و تؤمنهم من فساد و تصلح تعليمهم و نقلهم و تشغل ابناءهم العاطلين ..لا انجازات في الخمس القادمة الا " توافق " اخر يحمي " النموذج التونسي " من محور اعداء " الثورات و الديمقراطية " ....هكذا ؟ هذه هي جردة حساب الخمسة التوافقية السابقة و هذا هو برنامج الخمسة اللاحقة ؟ ...بلا نقد ذاتي ؟

ثالثا .. التوافق على ماذا و مع من ؟ ...من حق اي حزب ان يحتمي بأهله و شعبه من عدوانية خصومه الدوليين اذا كانت هذه العدوانية من نظم عميلة معادية للشعوب بمختلف تياراتها الوطنية ...لكن الشعوب و نخبها حين تفكر في حماية حزب او تيار او جماعة يجب ان تسأل هل ان هذا الحزب او التيار او الجماعة شريك في مشروع وطني شعبي تحرري حتى يكون الناس حاضنة له مثلما تجد التيارات المقاومة حاضنة شعبية حصنتها من كل عدوان بل و مثلما وجدت نظم وطنية حاكمة شعوبها حامية لها مضحية معها في مواجهة الحصار و تحرش الاعداء …

عندها يكون السؤال ...لماذا لم يبادر الاسلاميون العرب الذين سحقهم انقلاب العسكر الغاشم في مصر و الذين يصدرون اليوم في تونس تخوفاتهم من " محور الشر " ...لماذا لم يبادروا بان يجعلوا من برامجهم و طموحاتهم و معاركهم و امالهم هي برامج الشعوب و طموحاتها و معاركها و امالها في التحرر الوطني و مواجهة الاستبداد و الاستعمار في نفس الوقت ؟

التوافق في تونس ..هذا جيد ...لكن على ماذا و مع من ؟ لماذا لم يبادر الائتلاف التوافقي بين النهضة و " المنظومة " الى ان يكون ائتلافا وطنيا على برنامج وطني قوامه استقلال القرار الوطني و التحرر الشامل؟ ...اليس لان طبيعة المؤتلفين غير قادرين على مثل هذا البرنامج ؟ ....هل يستطيع " اعداء الثورات " و " الديمقراطية " و " الاسلاميين " و " الربيع " ان يواجهوا توافقا شعبيا تونسيا كبيرا لو كان هذا التوافق على برنامج " ثورات وطنية " و " ديمقراطية للشعب " و " ربيعا للامة " و " اسلاميين للناس و المستضعفين " ؟ …

لا اظن انهم يقدرون ...انظروا هناك ...الان في المشرق العربي ... ان " محور الشر " يبدو قزما حقيرا امام ربيع حقيقي لشعوب ناهضة صامدة مقاومة و اسلاميين ( حزب الله ..انصار الله ...حماس ..الجهاد ) اختاروا معاداة الامبريالية و الصهيونية و التحالف مع نخب وطنية من قوميين و ليبيراليين ديكولونياليين و يسار مقاوم فلم يحتاجوا الى " قديمة " يحتمون بها …

انتهت الاسئلة …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات