جهاد التبيين : ملاحظات على ايقاع الاستهزاء المتكرر من جبهات الاسناد الشريفة

الخطابات الطويلة التي يفهمها جمهور الحواضن ولا يحبها بعض جمهور الانصار القاعدين ( قلت بعض بربي ...ماريتش روحك في البعض لاباس ) .

يقين جمهور حواضن المقاومة بالنصر واطمئنانهم ورضاهم بأداء ذراع الطليعة في غزة وبأداء اذرع الاسناد من العراق واليمن وبيروت وصولا الى حسن تصرف الدولة الداعمة في طهران ، سببه استفادة جمهور الحواضن في هذه الساحات من جهاد التبيين الذي تنجزه القيادات في خطاباتها (الطويلة ) التي ينصتون اليها بعقولهم واحاسيسهم ثم ينصتون الى تحليلات ومقالات كتابهم وخبرائهم الذين يفككون مجريات الحرب المفتوحة والنقاط التي تتحقق على طريق انتصار طويل تقطعه مقاومة نسجت مسارها منذ عقود بين ساحاتها بصبر وعقل استراتيجي عميق هادئ مؤمن الى حدود العرفان الغيبي وعلمي فعال الى حدود المهارة الوضعية .

هكذا يبدو هذا الجمهور النوعي المقاوم حصينا جاهزا في الشوارع و مستعدا للصبر وتحمل الكلفة وحاضرا في كل وقت لاستلام البندقية واخذ مكان الشهيد : فهم واستيعاب يعقبه الهدوء والدقة ...لا يأس ولا احباط ولا تعجل ولا مغامرة ولا انتصارية قبل وقتها ولا انهزامية ولا حتى تأثر بتنبير او بالتفكه التافه على صفحات المدونين و الاعلام المضاد المدعم بمال بترول المثبطين المطبعين القاعدين والذي يقع في فخاخه الكثيرون منا نحن من نزعم نصرة المقاومة ..من نوع الاستهزاء بمغامرات اليمنيين وانجازات اللبنانيين والعراقيين والتنكيت الان يا عيني على تأخر رد الايرانيين .

جمهور حاضن واعي مستوعب ان مقاومته منتصرة لحد الان، صابر على الكلفة دون تبخيس ولا نواح يائسين ، فاهم لحصافة قادته ومطمئن واثق بحسن توزيع المهام بين ساحات مقاومة يثق في عقول قياداتها ووحدة رؤيتهم الثاقبة في كل الجبهات ...نقاط واضحة دقيقة ...يحكيلك عليها اصغر مدون من هذا الجمهور الحاضن ويحللها لك بدقة اصغر مقاوم في الخندق او في الجبهة عارف طريقه من لحظة البداية الى نقطة النهاية :

1 - النصر تحقق يوم 7 اكتوبر ولامجال لفسخه وهي خطوة اولى في انتظار حرب التحرير الكبرى : ممنوع هزيمة المقاومة في غزة : حصل لحد الان ..لا نمر الى رفع السقف في باقي الجبهات الا اذا تهدد هذا الهدف ( المعركة طويلة والدرب طويل ) .. الكلفة والتضحيات كبيرة ولكن اسرائيل خاسرة اكثر وهي تنهار والمحور لم يستعمل الا عشر ما يقدر عليه ونصف ما تقدر عليه الطليعة في غزة .

2 - في سياق الحرب تحددت الاهداف المرحلية واصبحت هي الخطوط الحمراء في اي اتفاق ...وتحدد هدف مؤقت في الاثناء وتم اختبار قدرة فرضه : لا لاستهداف الاقصى ومصليه او نشعل رمضان من كل الساحات: حصل و صلى الناس ودخلوا من كل ابوابه .

3- لن تتوقف الساحات بالسقف الذي حددته عقول المحور وبالحجم الذي تطلبه الطليعة القائدة في غزة ولن تهدا الجبهات الداعمة حتى لو جاءت كل فرقاطات الحلف الاطلسي ...تم اختبار هذه " اللن " ونجحت : اوقف اليمنيون البحر على رجل ونصف ..اخلى رجال جنوب لبنان كل مستوطنات شمال فلسطين المحتلة وحررها رمزيا والقى ثقلها على اقتصاد كيان مأزوم واحضر ثلث عصابات الجيش الى الحدود وخفف على غزة ...وضع نشامى العراق سفن الامريكان وقواعدهم تحت النار ...بدا بايدن وبلينكن يتراجع منذ شهور وادرك فشل مجنونه .

4- ادارة الاسناد بحذر وفن مثل ادارة عملية جراحة دقيقة : لا لمنح نتنياهو مخرج الحرب الشاملة ولا لتغيب مركزية غزة وفلسطين وبطولة الطليعة في غزة فهذا نصرها والقيادة لها وعلى ايقاعها ...لا لتعويم المنطقة في ضجيج حرب مع ايران تشتغل فيه امريكا وكيانها براحة الاستقطاب وربما انحازت اليها نظم عميلة في هذه الحرب ورد المحور وعواصمه سنوات الى الوراء بقدرة التدمير والامكانيات العظيمة التي يملكها حلف الغرب الصهيوني ...الحل الذكي لمقاومة مبدعة : فرض ابداع تكتيكي جديد : "حرب مفتوحة منخفضة الكلفة" بما تتحمله المقاومة ( ما دون الحرب الشاملة وما فوق الاستفراد الكامل بغزة ) ، امام حلف غربي صهيوني اقوى منا في الحرب النظامية ومع كيان نفككه باطراد عبر الجبهات المتظافرة فنضرب اساس بقائه : ارض الامان والميعاد واللبن والعسل تصبح ارض النار القادمة من بغداد واليمن ولبنان والمشتعلة رئيسيا بسواعد الطليعة القائدة من غزة....فيعود المحور الى صورته الطبيعية : المقاومة الفلسطينية هي القيادة ... (تفضلوا اذن ).

5 - حين يرفع المجنون وتيرة المغامرة ليستفز الحرب الشاملة لتنقذه ( يقتل القادة في الضاحية ويقتنص نوعيين في جنوب لبنان ويفجر المواكب في كرمان ويقصف القنصلية في دمشق .) يجب رفع التحدي بحصافة العقل المقاوم الذي يعرف انه ينتصر ...هنا يأتي التفكير والحرب النفسية وتحين الفرصة : الرد المتناسب كي لا يسقط الردع وتتواصل الاستباحة دون التغطية على نصر غزة وقيادة طليعتها الذي صنعته هي اولا بإسناد حلفائها ثانيا لا اولا .هنا يصبح التفكير مهارة لا فهلوة فايسبوك وفذلكة عباقرة شجعان .

6- الردود تأتي ...ولكن الرد العظيم اتى من زمان حين تشكل المحور وبنيت قاعدته وتدرب الرجال على القتال وصنع السلاح ..الرد العظيم تحقق من يوم اجهضت المشاريع والمؤامرات وتشكل محور انتصرت فيه المكونات في ملاحم جزئية مع الاعداء مثلما ينتصر الان المكون الاقدس والاعظم والقائد في غزة ... الرد العظيم اتى منذ وضع الحوثي مصير السفينة في يد القسام واعطاه تعظيم سلام ...الردود ستأتي ولكن معه ايضا يمكن ان يضع الايراني الرد الاستراتيجي على دم قادته في يد المفاوض الحمساوي اذا اراد الامريكي انقاذ نفسه من نار شاملة في المنطقة واراد تأجيل انهيار كيان لم يصل المحور المقاوم نفسه الى تجميع كل شروط القوة لإنهائه بحرب مع حلف اطلسي قادر على تدفيع شعوب المنطقة ضرائب لم يحن وقت القدرة على تخفيضها ...فيكون الاقتصاد في الرد مقابل ايقاف الحرب على غزة والقبول قسرا بنصر المقاومة .

هكذا يستوعب جمهور حاضن عقل ومنطق قيادات ساحاته في حرب يعرف انها طويلة في درب مازال اطول وهكذا يطمئن جمهور حاضن عاقل وفاهم …

بعض جمهور الانصار في اكناف الدول والشعوب العربية الاخرى المبتلاة بنظم ونخب تتراوح بين العاطفة واليأس والتخلويض والتسرع في سب الرجال والاستهزاء من تضحياتهم واسنادهم التي يدفعون فيها دما ومالا وسلاحا ...بعض جمهور مازال يسمع تحاليل تتصور ان هزيمة البغدادي بين العراق والشام وهزيمة الجولاني بين حلب والرقة وهزيمة عاصفة الضراط السعودي في صنعاء هي هزيمة الربيع والديمقراطية على يد عدو رئيسي نكرهه اكثر من اسرائيل ...بعض جمهور مازال يعتقد حين نحدثه بهذا الكلام اننا تشيعنا او اننا ضد ثورات الشعوب يا عيني واننا واننا واننا مما يلتقون فيه على هذه النقطة بالذات مع تحليل الوهابية الصهيونية والاماراتية التطبيعية ( وهو من عجائب الاتفاقات ) ...بعض جمهور كهذا من حقه ان يواصل الفدلكة (مع محلليه الديمقراطيين العظماء الخائفين على الجماعة والسنة والربيع ) على حزب الله ( المش مقاوم ) ورد الايرانيين( المتفاهمين تحت الطاولة مع الصهاينة ) ومن حق هذا البعض ان يشمت في دمشق المقصوفة و استشهاد الشرفاء الداعمين تحت صواريخ الصهاينة ...بعض هذا الجمهور من حقه ان يواصل البكاء على غزة المتروكة وحدها كما قال محللوه رغم ان غزة نفسهاتعرف من معها وانها ليست وحدها وهي اصلا لا تفهم نواح البعض ممن تركوها وتتضايق اصلا من فذلكتهم البليدة على حلفائها الذين يدفعون معها الدم لا المقالات والتدوينات المدفوعة جمجمة او فلوسا.

بعض هذا الجمهور اصلا لا يحب الخطابات الطويلة ليفهموا وليتهم لا يقرؤون هذا الذي كتبته فليس لي ما اقنعهم به... زايد ...نترك الجواب للميدان .. وليت من لم يقتنع ان لا يعلق هنا ...يمشي يكتب كالعادة شريطه المشروخ على جداره في سب الشرفاء …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات