لا ...سيستعاد الماضي ...بعبارة أدق سنذهب لهذا الماضي لأنه كان هو المستقبل الحتمي قبل ان نغدره

هناك جملة كثيرا ما رددها السيد قيس سعيد وهي " ان هناك من يتوهمون امكانية عودة الماضي ولكن الماضي لن يعود ." انا لا اعلم مقصوده بعبارة "الماضي" .لكن هناك فرضيتان:

اما انه يقصد الماضي الاستبدادي والحكم الفردي وهنا اوافقه فهذا الماضي لن يعود ،ولكنني لست متأكدا ان هذا ما يقصده لأن السيد قيس سعيد يحاول التأسيس منذ 25 جويلية 2021 لنظام ممركز وفردي وتسلطي غير ديمقراطي في محاولة لاستعادة طريقة التفرد البورقيبية او النوفمبرية .

لكن الاغلب انه يقصد بالماضي استئناف المسار الديمقراطي وهنا يكون تقديري على عكس تقديره لأنني ازداد يقينا يوما بعد يوم ان تونس ستستعيد مسارها الديمقراطي لأسباب عديدة :

اولها ان الشعبويات التسلطية موجة ستخفت قريبا وان الديمقراطية ستكون ايديولوجية الزمن القادم .

وثانيا ان العالم العربي سيشهد اشتداد ازماته الاقتصادية وانقساماته العرقية والطبقية والمذهبية والسياسية تحت نظم الاستبداد لتكتشف الشعوب قريبا ان الربيع الديمقراطي والتشاركية السياسية وتقاسم السلطة والتضحيات والانتاج والثروة هي سبل النجاح والاستقرار

وثالثا وهذا ما يهمنا كتونسيين ان حدث 14/17 ليس حدثا عابرا فالثورة والانتقال رغم العثرات هما مما حتمته سنن التاريخ واقتضته الضرورة الاجتماعية .

السؤال فقط هو كم سنضيع من الوقت قبل ان تثوب السلطة القائمة لرشدها ؟ وكم يجب من الوقت لتستعيد الحركة الديمقراطية عافيتها ؟ وكم يلزم من ضريبة موجعة حتى يستعيد الشعب التونسي توقه الطبيعي للحرية ويتعافى بعضه من مزاجه المرضي في حب التسلط وتوهم الخلاص مع " المستبد العادل "؟ وهي طبعا فكرة خاطئة من موروث ثقافة معطوبة ….اذن سيعود الماضي …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات