لنذهب الى التسويات الكبيرة و دعنا من اضاعة الوقت …

اسلوب الاستقطاب الكاذب مع الحدث الديسمبري و مخرجاته من ثورة و انتقال ديمقراطي لم يبلغ اوج نجاحاته الذكية مثلما بلغها بين 2012 و 2014 .

حيلة فلول القديم الذاهب في ذمة التاريخ و وحدة هذه الفلول و تقاطع مصالحها في جوقة متحدة لم تبلغ عصرها الذهبي مثلما بلغته في تلك الفترة .امكانات مالية و سياق اقليمي و دولي مواتي و قدرة رهيبة على انتداب اعلاميين و مثقفين بل و تيارات سياسية من المفترض انها ضد القديم بكل فلوله و اجهزة دولة مستعصية على التغيير و ادارة تعطيل متواطئة و ارهاب مخابراتي دقيق و منظم و نجاح اختراقات ذكية للأحزاب المحمولة على الثورة و الديمقراطية فضلا عن حماقات كثير ممن استلموا الحكم بعد اكتوبر 2011 و الاهم من كل ذلك نجاح مشهود بعبقريته في تحويل الاستقطاب مع الثورة و الانتقال الى معركة متنكرة في اثواب ادعاءات المعركة مع النهضة ( الاخونة ..الارهاب ..الرجعية الخ ) مما ساهم في ايقاع كثير من المغفلين في هذا العداء للثورة و الانتقال ..

رغم ذلك كله …لم ينتج هذا العصر الذهبي لأكبر عملية تحيل في التاريخ الا قسمة متعادلة تقريبا مع الثورة و الانتقال .فقد اكدت نتائج رئاسيات 2014 ان مرشح الثورة و الانتقال المنصف المرزوقي قد فاز بنصف اصوات الناخبين و هي اكثر من النصف باحتساب التزييف المؤكد الذي اقتضته و اقتضت السكوت عليه اكراهات اقليمية و دولية و سياقات انقسام وطني كانت تفضل ترتيبا لا تخسر فيه الثورة و الانتقال و لا تربح مع دفعهما الى التسوية و لا ينتصر فيه القديم و لا يضمحل مع دفعه الى الدمقرطة .

لسنا في وارد تقييم مخرجات و لكننا نريد التذكير ان استعادة اسلوب 2012 و 2014 من اكاذيب و استقطابات مكذوبة لتحسين شروط التسوية القادمة هو مجرد استعادة غبية مفوتة تاريخيا فلا سياقات اجنحة القديم و وحدتها التي يستحيل استعادتها و لا قدرات القوى الوظيفية التي فقدت كثيرا من مصداقيتها و لا جبهة الاعلام التقليدي و نخب الاكاديميا التي اهتزت مصداقيتها و لا اجهزة الدولة التي عقلنت خياراتها و لا الوضع الاقليمي و الدولي نفسه يسمح باستعادة العصر الذهبي لاستقطابات 2012 و 2013 لتحقيق انتصارات 2014 …

المطلوب اليوم ان نجلس جميعا على الطاولة …على فلول القديم و وظيفييها فرز نفسها بلا تردد و لا ترمرم على قاعدة ان الجديد انتقالا و ثورة اصبح العنصر الرئيسي في وجدان البلاد و تاريخها يضمن نفسه بنفسه بحتميات الزمن و مقتضيات الجغرافيا …لا يضيره ضعف نهضة تحمي هذه الحتمية و لا يستأصله خصوم يتنكرون بمعاداتها …بالنهضة او بدونها …لا فلول و لا اذرع تستطيع ان تقتلع حتمية الجديد و الانتقال و الديمقراطية بعد ان اجلستهم. الثورة على رأس كل طاولة تسوية ان انعقدت و في قلب الشارع اذا انتقلت اليه المنازلة ….كش مات .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات