الشعبوية أعدل الأشياء قسمة في العقل السياسي التونسي الراهن .

بربي يزي …امان

التصريح الطريف لأحد النشطاء الناطقين بما يسمى " حراك 25 جويلية " من أن اعلانه كون تونس ستذهب الى مجموعة "البرينكس"(كما سماها في اعلانه الاول ) جعلت الاتحاد الاوروبي والصندوق يرتعدان خوفا ليجددا التواصل مع تونس ليس بعيدا عن " التحاليل الجدية " التي تقدمها بشكل "مذخم" اطراف سياسية و " محللون استراتيجيون " وأحزاب محمولون على مناصرة السيد قيس سعيد وليس هذا التصريح على طرافته المباشرة - بحكم تواضع السيرة السياسية لقائله التي تجعله " يبلط " حديث اذنه بشكل فج - بعيدا عن العقل السياسي الذي تنطلق منه بشكل جدي خطابات سلطة ومسار 25 جويلية.

النزوع السيادي ومقولات تغيير التموقع الجيوستراتيجي لتونس بل والأمل اصلا في تحويلها " قلعة ممانعة ومقاومة " سياسية واقتصادية واستراتيجية " للامبريالية العالمية" هو فعلا قناعة جدية لبعض " الوطنيين الصادقين " المتجمعين حول مسار 25 المسكونين بهذا " الأمل المشروع " على غرار ما تحاوله دول اسلامية في اسيا مثل ايران وسوريا او ما تناور عليه بإمكانيات ريعها النفطي بعض الدول الخليجية وما مارسته بعض دول الشعبوية الوطنية اليسارية في امريكا اللاتينية او حتى ما تفكر فيه بعض الأجنحة في جارتنا الغربية في اجواء سقوط القطبية الامريكية وصعود التمنع الروسي والصيني الراهن .

قال احد شباب المحللين الخمسعشرينيين القارين في أحد البلاتوات الاذاعية وهو يجيب على احراجات الأسئلة التي طرحها أحد خبراء السياسة والاقتصاد في مواجهة الخطاب الرسمي الخشن ضد الصندوق : "خليني نحلم ..ما تصادرش حقي في الحلم " .

هذا " الحلم الوطني " من دون شك يبقى حلما مشروعا ويمكن اصلا ان نكتب على ضوئه كلاما يبقى في صفحات كتاب او في فقرات بيان لكن اعتماده " جديا " في التخطيط والتفكير لإدارة هذا البلد الصغير يصبح عتها وقلة عقل …هذا البلد الذي القته الجغرافيا في اقصى شمال القارة الافريقية قرب القارة الاوروبية وبهذه الامكانيات المحدودة في البشر والثروة وبعيدا عن مدارات سور الصين العظيم وجبال القوقاز ومتاهات اوراسيا ، ظل عبر تاريخه الطويل محكوما ومشدودا في اقصى لحظات حلمه بالتطلع الى ضفاف المتوسط يمينا وقداما او الالتفات الى عمقه الافريقي وجواره المغاربي ويجعلوشي …

الحلم جميل للمناكفة الداخلية بيننا وبين بعضنا لكن الاغراق فيه يصبح امرا مثيرا للشفقة …واذا كان المتحدث مجنون يكون السامع عاقل ولله الامر من قبل ومن بعد …بربي يزي …بربي خلي نخممو بالحق في البلاد …علاش هكا .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات