" دساترة " هو مجرد كذبة …

Photo

واهم من يتصور انه مازال هناك دساترة او تجمعيين (هكذا بالجمع والانتظام) يمكن التسابق على ضمهم الى هذه الجبهة او تلك (هذا ما تتسابق عليه النهضة وخصومها). التوانسة اكتشفوا يوم 14 جانفي العشية بعد هروب بن علي ان وجود " حزب " اسمه " تجمع " او" دساترة " هو مجرد كذبة ...كان هناك جهاز يجمع كم من البشر حول من يملك السلطة …

بمجرد ان تخلخل موقع هذا الذي يجمعهم بالسلطة فروا من حوله مثل فروخ الحجلة ...لا وجود لشيء اسمه دساترة يقبلون من 56 الى 87 ان يغير فرد واحد خيارات " حزب " من اشتراكية الى ليبيرالية الى تخلويضية ويبدل مخرجات مؤتمراته وقياداته كما يغير ملابسه الداخلية ...ولا وجود لشيء اسمه دساترة يقبلون ذات صباح نوفمبري بان يهتفوا لضابط امن وضع زعيمهم المزعوم في عربة لينقله بسريره الى بيت مهجور في قصر بارد …

كذبة " الدساترة " و " الماكينة " لعبة ذكية جمع بها المرحوم الباجي قايد السبسي كما هائلا من مواطنين خائفين لم تحسن الثورة مخاطبتهم بأنهم غير معنيين بأي محاسبة حتى لو كانت لهم انخراطات حمراء كانت ضرورية للحصول على علف حيواناتهم او ليؤمنوا سلامتهم في نظام الدولة الزبائنية ...لم يكن هناك دساترة ولا بورقيبيين ولا أنصار دولة مدنية …

كان هناك يوم خمسطاش جانفي عصابات منظومة و سراق ارادوا صناعة توازن مع ثورة هائجة و غامضة لم يحسن احد توضيح ملامحها فلجأ السمسارة الى الاشتغال في سوق فوضاها بكذبة " الدساترة " ….جيبولي جملة سياسية لدستوري او تنظيم يضم اكثر من 200 كادر دستوري يحمل فكرة و يمثل قوة توزن و سنتفاوض معه لننجز المصالحة الوطنية هههههه …كذبة والله كذبة ….ما ثم شيء …ههههه

ملاحظات …جوهرها فكرة ..و ان كان ظاهرها صفعة على قفا قذر يتصور نفسه شريفا ليقيمنا … في ان شرف الدفاع على ربيع شعوب متعثر خير من الدفاع على نظم القتل و الدم و حكم العائلات الممصخة …

المنسوبون سياسيا الى "الثورات العربية"هم خصوصا الاسلاميون… وفي تونس يقصد بالثورة عموما حقبة الترويكا التي لم تستمر أكثر من عام واحد..

سردية فشل هؤلاء المنسوبين الى الثورة يصعب الرد عليها او حتى تنسيبها وهذا ليس مشكلا …فليكن …الاسلاميون وجماعة الثورات فاشلون …

لكن ان يبنى على هذه " المصادرة " خطاب تجريم "الربيع" كله فهذا امر مثير للشفقة والفضيحة …أكثر من الشفقة والفضيحة ان يتم لا تجريم الربيع فقط بل الدفاع على نظم ساقطة او وضع اليد في يد من يدافع عنها من بقايا سقط المتاع …..

والمصيبة من يجرم هذا الربيع؟ من يريد ثورة أكثر نجاحا على نظم العار السابقة؟؟؟؟ لااااا …. من يجرم هذا الربيع …. انهم أنصار نظم الاستبداد التي لم تنتج غير الفضيحة …

بربكم هل يكون المرء جديا ومثيرا للانتباه والاحترام وهو يجرم ربيعا ليدافع مثلا على نظام ليلى الطرابلسي فقط شماتة في ربيع الخوانجية والمرزوقي؟؟؟؟

بربكم اليس مثيرا للعار والخجل ان يكون عاقل من صف اعداء الربيع متاع " الناتو " ليدافع على " جماهيرية القذافي " لأنها جماهيرية " قومية عربية " او على انها نظام سياسي وطني يجوز الدفاع عنه؟ يا فضيحتك (يكفي فقط ان تسمع كلام عبد السلام جلود وهو في مذكراته بعد الانسحاب من صحبة " القائد " لتفهم اي نظام كان في ليبيا ويكفي ان تتصفح سجل الجرائم المقترفة في حق الطلاب والعائلات اوائل السبعينات حتى تتقزز اصلا من عار الدفاع على هكذا نظام كائن مريض نفسي) …

هل هناك أحد يملك قدرا من الاحترام لنفسه يجرم ثورات شعوب بقطع النظر عن نجاحها وفشلها ليدافع على مبارك والسيسي او على عبد الله الصالح ؟؟؟…

تي اصلا في الحد الادنى يا تعيس يمكن ان تتصدى للمؤامرة على سوريا وهذا واجب وطني لكن دون ان تنسى حق المثقفين السوريين والاحرار السوريين في ان ينقدوا بشاعة القمع البعثي وسجون تدمر والمزة ومجازر الثمانينات والسبعينات على الجميع …

تكون ضد الخوانجية والمرزوقيست وضد كل العالم ان شئت …لكن يا لعارك ويا فضيحتك حين يصبح جوهر مشروعك كله ان تجرم ربيعا وقع وسيقع وسيستمر حتى ينجح …. لأنه حدث شعوب ثارت على ضيم نظم فاسدة ودموية وقذرة اصلا يا سيء …

مش فقط يا عارك …وانما يا لشفقتنا عليك حين تتصور أنك تملك الشرف للعننا لأننا نحب الربيع والثورات ونكره نظما فاسدة ونكره من يريد ان يجعل ليلها السابق خيرا من يومنا الحاضر..

يا عيب الشوم. هل تملك حق مناقشتنا اصلا …؟؟؟؟ اغسل فمك حتى تتكلم علينا …انت تدافع على قذارة حقيقية عانت منها الشعوب فعلا على امتداد عقود وتتهمنا بالدفاع على خطر افتراضي لم نجربه اصلا ومازال لم يحكم …هذا ان صح فعلا اننا ندافع على أحد غير عقولنا …

لكن لنفرض اننا ندافع عالخوانجية و المرزوقيست و ربيعهم " العبري "…انت تدافع على القذافي و مبارك و السيسي و عبدالله الصالح و لا تميز بين سوريا التي يجب ان ندافع عنها وطنا و مقاومة لا سوريا سجن المزة و مخابرات رفعت و جباة الضرائب في بيروت الثمانينات …اخجل يا منتهي …يا جثة فكرية …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات