صراع القوتين في قلب العالم

في اخر التحليل ( بالمعنى الجدلي للكلمة) يتلخص الصراع حاليا في قلب العالم ( التسمية الجغراسياسية للشرق الاوسط ) بين الحلف الاطلسوصهيوني ( يجب ان ينتهي التمييز بين الغرب الاستعماري الاطلسي وايديولوجيته الرئيسية : الصهيونية ) و محور /جبهة / حلف المقاومة العربي الاسلامي بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطينية وعمقها الاستراتيجي ممثلا في قوى الاسناد العراقية واليمنية واللبنانية مع اسناد رسمي من دولة اسلامية وحيدة في المنطقة وهي ايران .

بعد تجريد هذا الصراع الرأسي من كل لواحقه الثانوية نستطيع ان نعتبره أهم منعرج تاريخي يضع تقريبا الترتيب التقليدي للعالم في القرن العشرين موضع اول مراجعة جذرية : تتمثل المعركة حاليا في الصراع بين :

قوة تثبيت مخرجات الحرب العالمية الثانية التي اعلنت بعدها نهائيا معادلة بلفور وسايكس بيكو ثم يالطا وصولا الى اعلان القطب الواحد وتثبيت الكيان الغاصب في التسعينات .

وقوة الغاء هذه المخرجات بإزالة الكيان واخراج كل القوى الغريبة عن منطقة غرب اسيا واعلان المجال الممتد من اقاصي شرق وجنوب اسيا الى افريقيا من شمالها الى جنوبها مجالا حرا مستقلا لسكانه بأعراقهم واديانهم المختلفة لانهاء قرني الهيمنة والاعتماد والانتداب الغربي ( اليهومسيحي المأورب ) من اواخر 19 الى اواخر 20 .

حول صراع هاتين القوتين حاليا تبدو القوى الاخرى في المنطقة وفي العالم الغربي في حالة اضطراب وتحول ديناميكي صاخب لتأخذ مكانها في الصراع الى جانب هذه القوة او تلك .

نتابع حركة الشارع والرأي العام والنخبة في الغرب الأطلسي ونشهد تحولات فكرية واخلاقية فارقة تتم فيها محاولات جدية لقطع الصلة مع الفكرة " الصهيونية " التي تمكنت منذ اوائل القرن العشرين من الاستيلاء على السردية المسيحواوروبية .

ونرصد في العالم العربي والاسلامي ، الخارجين من دوامة الحرب الأهلية الفعلية والرمزية التي عاشاها في العقد الماضي ، توجها نحو تسليم القياد الفكري والسياسي للمقاومة لتخفت بذلك كل السرديات التقليدية التي تنافست في العشرية الماضية على قيادة المنطقة : سردية النظام الرسمي العربي وما يقابلها من سرديات معارضة كبرى علمانية او اسلامية اختارت الاندراج في منظومة الهيمنة والاعتماد الغربية او التسابق على نيل تعميدها لحكم المنطقة .

عندما يتحدث قادة المقاومة في خطاباتهم على ان الامر لا يتعلق بمعركة جزئية بل بإعادة ترتيب للعالم فهم بذلك يؤكدون فعليا ما يجري وذاك ما يفرض على صانعي الرأي والافكار ممن يختارون الاندراج في فسطاط المقاومة ان يساهموا في كتابة نص المرحلة ….غير ذلك تيه معرفي وغلط استراتيجي .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات