معايير الاختيار: اعتدال على قاعدة الانتقال او انتفاضة في مسار الانجاز

Photo

محاولات تقييد الرئيس والضغط على اختياره بما يخدم لوبيات الفساد والردة بدأت منذ محاولات " قانونجية " النمط المتحالف مع بقايا التسلط لجعل الرئيس مجرد " رشام " يحسب عدد الاصوات التي يمكن ان ينالها هذا المرشح او ذاك ممن تضمنتهم قائمات الاحزاب والائتلافات المودعة على باب قرطاج.

هذا الضغط لم يكن له معنى ولن يكون في اختيارات رئيس جمهورية لا يبدو مضغوطا كما هي وضعية احزاب فشلت في تشكيل حكومتها و برلمان واقع تحت ضغط خيار مرعب لا يريده اغلب نوابه وهو انتخابات مبكرة ستكون على وقع نفس مزاج الانتخابات الرئيسية وهو مزاج انعدام الثقة في الطبقة السياسية التقليدية والبحث عن برلمان جديد تؤثثه قوى متحررة من توازن اللوبيات والحسابات السياسية التقليدية وتنخرط بدون تسويات في مسار الاصلاح الجذري.

رغم ما ينسب الى رئيس الجمهورية من صفات الغموض التي اصبحت مبررا للتهجم عليه او ابتزازه من طبقة سياسية ادمنت ادارة الصراع وتأثيث المشهد بالمناورات واللقاءات المملة في الغرف الخلفية.. رغم ذلك فان الرئيس الذي يتمسك دائما بظاهرية النص الدستوري وشكلانيته الصارمة يغلق بهذه الطريقة تماما على أطراف المشهد السياسي التقليدي كل امكانية للتأثير في " خياراته الخام والمحضة " مما يسمح لنا بإمكانية توقع ما يمكن ان يذهب اليه الرئيس في تعيين قائد الفريق الحكومي.

يجب ان نستحضر توجس الرئيس من مشهد سياسي تقليدي ويعلم الرئيس انه نجح انتخابيا بفضل جمهور حسم في هذا المشهد وغاضب من قواه الجديدة منها او القديمة وحتى المنسوبة الى الثورة وهذا من المعطيات التي ستحكم اختيار قرطاج لرئيس الحكومة.

لكن السؤال هل يذهب قيس سعيد في اختياراته الى درجة الحسم المطلق وقلب الطاولة على هذا المشهد؟

لا اذهب كثيرا الى هذه الفرضية و لو حصل ذلك فمن المؤكد انه سيذهب الى اسماء من خارج "الليستة" .لكن الرئيس يبقى باستمرار مستحضرا لمكونات مشهد محلي و دولي معقد يحتاج فيه الى قدر من التسوية مع المشهد الوطني دون ان يخذل انصاره المنحازين الى خيار اصلاحات جذرية على قاعدة الثورة في مواجهة مشهد سياسي مال باستمرار الى تسوية ضعيفة و متخاذلة مع منظومة فساد و ردة ليست بالقوة التي يتوهمها السياسيون " البراغماتيون " المنسوبون الى الثورة و الانتقال و المشدودون الى ارتباك فطري امام شبكة لوبيات خبيثة لا تتحرك من منطلق قوتها بل من منطلق استعداد " طبقة سياسية جديدة " للخضوع الدائم اليها و توهم القوة المطلقة التي يملكها " القديم المتشظي " .

الذهاب الى خيار " الاستقرار " و " التقدم المعتدل نحو الاصلاح والانجاز " على قاعدة الثورة والانتقال دون قطيعة حاسمة وموجعة تجبر البلاد على " حرب " غير محسوبة تضع خيارات الرئيس منحصرة بين الياس الفخفاخ ومنجي مرزوق مع ميل أكثر الى الفخفاخ بحكم ارتفاع منسوب السياسة لديه وارتباط اسم منجي بحزام حزبي قد يكون وازنا في تقييده في علاقة بالرئيس وخياراته الراديكالية.

الذهاب الى خيار راديكالي في " نفض " مشهد سياسي بطيء ومرتعش ومخترق يجعل الرئيس امام خيارات اسماء من خارج القائمة بوجه مكشوف في الانحياز الى " الشعب يريد " دون هوادة ورغم وجود الدايمي وبن سدرين في "الليستة" لتحقيق هذا التوجه الا ان الرئيس يدرك ان الاسم في " مواجهة " كهذه يجب ان يحمل مقومات القوة دون ان يكون قد شارك سابقا في مواجهات مفتوحة مع مشهد سياسي يعرف نقاط ضعفهما.

إذا اختارت قرطاج بين حكيم بن حمودة والفاضل عبد الكافي فمعنى ذلك ان قيس سعيد قد اذعن نهائيا لمنطق التسويات التقليدية ووضع بيضه اخيرا في سلة السائد.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات