ديمقراطية لأحفادنا ...خير من فاشية و شعبوية و وظيفية عمياء

هذا نحن ...فقولوا لنا من انتم ؟

كثير من النواب و من كتل مختلفة رددوا البارحة في الاحتجاج على الكتلة الفاشية ما كنا نردده باستمرار ان "المستهدف هو الديمقراطية" .( الان يا وظيفيين ؟) .. هذه الكتلة التي سمنها و رعاها من توهم انه يستعملها في مقاومة " الخوانجية " لم تكن وجهة نظر و صراعا تحت سقف الديمقراطية، بل معركة ضد الديمقراطية .

كثيرا ما يحاججنا المشتغلون عضويا او موضوعيا على كسر المسار عبر اسلوب التعفين ان من يحكمون اليوم فاسدون و متحالفون معهم …

نحن ذهبنا في الحقيقة الى اكثر من ذلك حين صنفنا الحكومة الحالية "حكومة طلبة التجمع" و حين اعتبرنا النهضة _الحليف الاكبر لهذه الحكومة _ محكومة بجناحها الاكثر ارتعاشا و عجزا عن المواجهة الجذرية مع الفساد . وذهبنا اكثر الى اعتبار البرلمان في اكثرية نوابه مؤسسة مخترقة بالعاجزين و المشدودين الى منظومة اقتصاد الريع و الزبائنية التابعة .و حسمنا امرنا اكثر باعتبار قرطاج مجرد بيت للخطابات الغامضة بلا مشروع الا استبداد الجماهيريات الدموية .

لكن ذلك كله لم يدعنا الى الانخراط في كسر المسار و الانسياق الوظيفي في المؤامرة المحلية و الدولية على التجربة الديمقراطية و التي تقودها دولة الاستعمار القديم و نظام التطبيع و التفويت و الثورة المضادة بدولارات النفط القذر .هذه المؤامرة التي كشفت خساستها تسريبات اكدت لنا بما لا يدع مجالا للشك التحالف الموضوعي بين النزوعات الفاشية و الشعبوية الخاوية و الوظيفية الجديدة المخترقة بوضوح .

الدفاع عن الديمقراطية و الصراع بأساليبها التي كرسها دستور 2014 و الكفاح من اجل ان يظل الصندوق هو مصدر الشرعية مهما كانت شوائب نزاهته و ان كنا لم نستفد منه و لا افق لنا للاستفادة منه بشكل كبير حتى في مواعيد لاحقة ...هذا الدفاع عن الديمقراطية هو سبيلنا لتسليم تونس سليمة معافاة لأحفادنا و عندها سيكونون اسيادا كاملين عليها و على قرارها الوطني المستقل .

اما التواطؤ مع هؤلاء الفاشيين و الشعبويين الغامضين و هؤلاء الوظيفيين من حمقى التسريبات و عياطة الكذب الطهوري الزائف فهو تسليم رقابنا لدمويين مؤكدين سيكونون افدح علينا من الاستبداد القديم و سيعلقون خصومهم على المشانق و لكن هذه المرة باسم الثورة و الشعب كما فعلت نظم دبابات الفجر التي ذبحت شعوبها باسم الامة و المعركة القومية الكبرى ..

ندافع على ديمقراطية منقوصة لا نستفيد منها اليوم و سينال ثمارها احفادنا خير من ان نسلم البلاد لعياط الفاشية وزياط البدون سيرة و خطابات نشرة الاخبار على انغام اناشيد القوات المسلحة …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات