النص العربي القادم ... نص النار في الجبهات و هدير الحشود في الشوارع

Photo

منذ رحيل عبد الناصر و خروج مصر بعد تسع سنوات من وفاته من المواجهة في الصراع العربي الصهيوني دخلت "جامعة " الدول العربية العصر الخليجي . كانت رصاصة الرحمة لهذا الهيكل في التسعينات مع قرار الحرب على العراق ثم غزوه في 2003 .

تحولت الجامعة و قممها منذ عقود الى مجرد ناد لإدارة التسويات في سقوف نظام عربي رسمي متصدع و مرتهن و بالتوازي مع ذلك تصاعد خيار عربي آخر أكثر تحشيدا للشعوب و هو خيار المقاومة التي كانت تتألق في صياغة توازن الردع مع الكيان الصهيوني مقابل انهيار مطرد للموقف العربي الرسمي منذ اتفاقات أوسلو المشؤومة و تحول "السلام" الى خيار "استراتيجي" للرسميين العرب .

مع اندلاع موجات الربيع العربي و انتهاز فرصته للتآمر على سوريا و محاولة تعرية ظهر المقاومة امتد الشرخ بين القوى العربية غير الرسمية بتياراتها المختلفة من اسلاميين و عروبيين قوى شعبية حول الموقف من معادلة المقاومة و الثورة أو مسارات الانتقال الديمقراطي .

مخرجات الحرب على سوريا و انكشاف التحالف الاستراتيجي بين نظم الخليج العميلة و مصالح الكيان الصهيوني و خيارات الثورة المضادة و التآمر على المقاومة في نفس الوقت دفعت و تدفع الى فرز مطرد و دائم في العالم العربي بين جبهة المقاومة و الديمقراطية الوطنية من جهة و جبهة العمالة و الاستبداد من جهة أخرى .

هذا الفرز الصعب و المعقد سيحتاج الى عقل مركب من جنس هذا التعقيد الاستراتيجي نفسه للتمكن من صياغة مفردات المشروع الوطني العربي الجديد و ما يحتاجه من فكر سياسي و تيارات جديدة تتمكن من صياغة التأليف الجدلي الخلاق بين طموح الأمة في الخلاص من الاستبداد و العمالة و دعم المقاومة في معركة التحرر الوطني و دحر المشروع الصهيوني .

ذاك خيار يتبلور في تقديرنا خارج ما تعرضه الطبقة السياسية العربية التقليدية حكما و معارضة بكل سردياتها القديمة و ايديولوجياتها الكلاسيكية و لكننا نرى أن الضمير العفوي و العقل الجمعي للشعوب العربية من ناحية و قوى المقاومة على خط النار مع العدو من ناحية اخرى بصدد صياغة المفردات الأساسية لهذا الخيار و هذا المشروع في قلب الشارع العربي و على جبهات المنازلة النارية مع الكيان الغاصب …

انه نص حار تكتبه القيضات و الحناجر في احتجاجات الشوارع و أصابع المقاتلين القابضة على الزناد في خطوط النار و لا نراه يكون نص الأقلام في المكاتب و التنظيرات في سماء الفكر المجرد ولا حتى نص المعارك السياسوية الصغيرة في منازلات الديمقراطيات الشكلانية .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات