المهرجانات في وطن بلا مشروع : غضب من مسرحية في مهرجان صفاقس..

Photo

تقول أخبار المدينة ان عددا من جمهور مهرجان صفاقس غادر البارحة مدارج المسرح الصيفي احتجاجا على " مسرحية " اعتمد نصها على " الكلام البذيل " و " الايحاءات الجنسية " …

بطلة المسرحية و قد تكون كاتبتها ايضا الممثلة جميلة الشيحي المعروفة بفذلكتها الشهيرة مع نوفل الورتاني حول الشعر و امكنة تواجده في الجسم الانساني و هو ما يجعلنا نتوقع طبيعة النص المسرحي و المناطق الحساسة فيه التي يمكن ان تكون قد " خدشت حياء " المتفرجين .

بقطع النظر عن هذه الواقعة الجزئية التي تؤكد وضع الانهيار الفني الذي بلغه المسرح التونسي يجب ان نعترف بأن المهرجانات الصيفية و فلسفتها و كيفية ادارتها أصبحت منذ عقود مجرد مناسبات لا تختلف في اذهان المشرفين عليها عن الأعراس و الحفلات و لا يتعامل معها المنتجون " الثقافيون " في غالبيتهم العظمى إلا باعتبارهم مجموعة من " العرابنية " الذين يعدون اعمالهم للمهرجانات على قاعدة ضمان " الربوخ " او " البوزز " مادام المشرفون على هذه التظاهرات يقيمون اختياراتهم و برمجتهم على قاعدة " اسماء الشباك " و " الجمهور عاوز كدة " ..

فكرة المهرجانات كما تم ابتداعها في العقود الاولى من دولة الاستقلال كانت فكرة تقريب الثقافة الراقية و الاعمال الكبرى من جمهور الصيف و ضمن هذه الفلسفة كانت اركاح مهرجانات قرطاج و الحمامات و طبرقة و دقة فرصة ليطلع الجمهور على اروع الاعمال التونسية و العربية و الافريقية و العالمية في مجال الموسيقى و المسرح و باقي فنون الفرجة و على خطى هذه المهرجانات الرائدة نسجت مهرجانات وليدة مثل مهرجان صفاقس و سوسة و بنزرت .

مع ظهور دولة المنظومة المافيوزية "البدون مشروع " تحولت المهرجانات الى تهريج و هشتك بشتك و صعد على هذه الاركاح فنانو الكافيشانطات و مهرجو " مسرح النكتة " و وضع على رأس المهرجانات مجرد مديري " مشاريع " بعقلية " متعهدي حفلات " دون تصور ثقافي و لا رؤية حضارية …

اما بعد الثورة فقد أصبح الوضع اكثر تعاسة لأن التهريج و التخريب الرسمي للذوق اصبح يتم بالتوافق و المحاصصة السياسية و شرعية الاجماع في تعيين المسؤولين على التظاهرات الثقافية ضمن موازين القوى بين الادارة و الاطراف السياسية و اللوبيات الاعلامية و الثقافية القديمة و المتسلقة من جديد متنوع المشارب و الانتماءات لا يملك إلا قوة الدعم من الاطراف السياسية دون اي تصور و لا رؤية و لا حتى اسهام سابق او لاحق في انتاج الثقافة او حتى تذوقها …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات