لعبة تزييف الوعي: الفاشية متنكرة في ثياب " الشعب " وتلك هي الشعبوية …

Photo

من اجل صياغة جملنا " الشعبية " ...نحن ايضا الشعب

" كلن يعني كلن " .." الكل خايبين و السياسيون انتهازيون .." ...هذه الجملة السياسية التي يتم الاحتفال بها في بعض الديمقراطيات العربية الناشئة على علاتها مثل تونس ولبنان …

من يقول هذه الجملة؟ ...الواضح انه جمهور يتاح له الكلام في المساحات الاعلامية المنسوبة تقليديا لمراكز النفوذ الاستبدادية التقليدية و هو ايضا جمهور يتم " اخراجه " منظما و نراه في الساحات و الشوارع يتصرف في الظاهر بعفوية لكننا نعلم في الباطن انه قد تم اعداد كل مسوغات صناعة وعيه ...و لكننا في المقابل لا نرى له باستثناء هذه الجملة العامة عنوانا سياسيا يمثله …

" كلن يعني كلن " استطاعت هذه الجملة في لبنان ان تضع موضع الترذيل حتى قوى حزبية و سياسية لا يستطيع احد ان يشكك في جهدها و عملها الوطني في حماية البلاد من اعدائه دون ان يكون لها فعلا مسؤولية حقيقية في ما يعانيه الشعب من خيارات اجتماعية و اقتصادية فاشلة لأنها فعلا لا تحكم او لم يتح لها تنفيذ سياساتها في دولة يستولي عليها الفاسدون و العملاء و لكن غضب " الشعب " يلحق الجميع بل احيانا يلحق الابرياء اكثر مما يدين المجرمين الحقيقيين …

" الكلهم خايبين ..." هذه الجملة التونسية ايضا تضع الجميع في نفس الشكارة ...بل ان " السيستام " المسؤول العميق على معاناة الشعب يكون في الغالب هو من يصنع هذه " الشكارة " التي يضع فيها هذا الجمهور " الجميع " و "الجميع" هذا ليس اكثر من " الطبقة السياسية الجديدة " التي كانت على امتداد عشر سنوات من الثورة " ضحية غبية " لهذا السيستام العميق الذي لعب بها و حملها الفشل بل جعل الفاشية السياسية سليلة منظومة الفساد و الاستبداد هي التي تحاكم فشل هذا الجديد و تدفع نحو حكومة من كفاءات " ادارة القديمة الفاشلة "و مراكز نفوذها و تزغرد لإقصاء كل الطبقة السياسية الجديدة دون تقييم موضوعي و يتم هذا الاجرام على قاعدة " بكلهم خايبين و فساد " بإسناد واضح من النخب الوظيفية التي كانت سابقا كلاب حراسة النظام المخلوع و هي حاليا تنوع انتاج الالحان من الجملة الاصلية " بكلهم خايبين و السياسيين فاسدين " و ترجمتها " ان منتوج الثورة و الديمقراطية فساد و فشل" ...

يقول " المحللون والخبراء " ان هذا الجمهور هو "الشعب".. وبمجرد ان نسأل من هو " الشعب " ومن سيمثل هذا " الشعب " سياسيا في الحكم؟ ...يكون الجواب بحكومات " الكفاءات " التي تكتشف بعد رحيل العمر يا ولدي انها كوادر منظومة الفشل منذ عقود ....

يجب ان نوقف لعبة تزييف الوعي هذه بأن نعيد تركيب مشهد سياسي يليق بمقارعة لعبة الكذب التي يتقنها سيستام خفي وجد الطريق امامه مفتوحا مادام يقابله مشهد سياسي جديد كان ضعيفا امامه بغباء مؤثثيه او باختراقهم ….

كلن يعني أنتم …ولا خايبين الا أنتم …هكذا نصنع ايضا " الشعب " الذي نريد به ما نريد …احنا زادة الشعب …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات