الاستئصال الناعم او نخبة الخروع …

Photo

كتب نائب الشعب السيد هشام عجبوني بوست ضمنه موقفا سياسيا من تعديل الحكومة الى جانب تهديد لحزب النهضة… محتوى المنشور يقر ويعترف ويستسلم لمعطى تاريخي وسوسيولوجي ان حزب النهضة هو الضامن للاستقرار في هذه المرحلة …حيث ان الحزب إذا انسحب من الحكومة تدخل البلاد في فوضى وطبعا تقع المسؤولية على المنسحب …

هنا الاقرار بحجم الحزب والمسوؤلية التاريخية الملقاة عليه. لكن ماذا قدم صاحب المنشور للحزب نظير قوته ووزنه الواقعي ودوره في حفظ الاستقرار وحفظ البلد ……؟؟؟ لا شيء اطلاقا بل حرمه من حقه في اقتراح تعديل الحكومة وتوسيع حزامها السياسي …بلغة تهديد قاسية (صاحبة حق مطلق ككل تفكير دغمائي) .بادماج حزب القروي (او من بقي منه مع القروي) وهو موضوع الخلاف وسبب المنشور .

بما يجعل نهاية الكلام ان الحزب القوي والقادر على ضمان الاستقرار ملزم بان يشتغل حمال في النازلة يضمن بقاء الحكومة واستقرار البلد بالوضع الحالي دون تغيير. بالدراجة هز المادرية يا خوانجي يا بو السواعد البناية اما تعديل الحكومة مش حكاية.

فتعديلها ينقص من حجم مكوناتها (الحكومة لها سقف وزراء) …وإذا نقص من حجم الاحزاب بها …فقدت الاحزاب قدرتها على التاثير في المستقبل وعادت الى حدودها الدنيا ويعيد النقاش مثلا الى سؤال يخشاه الجميع: هل الشاهد أنظف من القروي؟؟؟؟؟؟؟ بما يجعل الكلام ينتهي عند … احملونا على ظهوركم لنتوسع وتصغرون ….

هذه العقلية السياسة في تقديري تكشف ان صاحبها عاجز عن التطور الذاتي.. ولا يتقن اسباب الانتشار السياسي وامتلاك القوة.. الا في مساحة موجودة مسبقا فهي لا تصنع مساحات …ولا تبتكر بل تقرقش من لحم غيرها لتعيش …

انها تذكرني بذلك اللاعب في الحوم الذي يرابط دوما قرب مرمى الخصم ويرسل بقية اللاعبين ليجلبوا له الكرة فيسجل وينتصر وحده فاذا سجل أحد اعضاء فريقه من دونه سرق الكرة مثل… هذا التفكير من قيادي صف اول يؤشر عن طبيعة حزب في طريق الفناء لا طريق النمو …فالعجز عن التطور موت …. وقد مات قبل هذا كثيرون فكروا في ركوب النهضة لعبور النهر …فلما رمتهم وعبرت ماتوا …

زيت الخروع يعالج بعض الامراض التنفسية في الطب الشعبي لكنه …نتن وقد وصلتنا الرائحة ….ونوشك ان نزلق في البلغم …

خليني نفسر كلمتين استعملهما في الكتابة: الاستئصال الناعم والاستئصال الجذري

الجذري هو موقف الفاشية بشقها الامني والوطدي … ومحتواه لا حق للخوانجي في الحياة اصلا …والخوانجي الجيد هو الخوانجي الميت والمدفون في عرصة سيمان او تحت طبقات التراب او في مقبرة مجهولة …المهم مجتمع ليس فيه خوانجي ابدا.

والناعم هم موقف يرى الخوانجي عنده الحق في الاكسجين يمكنه التنفس مجانا …لكن ليس مجانا تماما يتنفس مقابل ان يشتغل مرماجي ونحن سطاوية او يطيب التاي في العرس ونحن نأكل اللحمة الكبيرة …ويصب الماء ونغسل ايدينا يصوتلنا في الانتخابات وما يدخلش المناصب…

وإذا زلق خوانجي في مدرسة لا حق له يشد مدير وإذا زلق في سبيطار لا حق له في رئاسة قسم وإذا …. هناك حالات اخرى كثيرة …. يعرفها الاستئصاليون وفي مقدمتهم سي نجيب الشابي …الديمقراطي الذي اسس لفكرة يا غنوشي صوتلي وابق لبره من الحكومة..

النموذج الاول واضح ويمكن الخوانجي من الدفاع عن نفسه اما الثاني سهتان بهتان يدخل بقفاه ويمارس النفاق …. وقت يجلس مع خوانجي يقول له انت خويا الغالي وبعد مترين من الجلسة …يبصق على صورته …ففي عمقه لا يرى الخوانجي عنده عقل او موقف او شخصية بل مركوب قصير.. فاذا تمرد صار داعشي…

انا اقيس المواقف بهذا.. ومن خرج منهما اثق في ديمقراطيته واصوت له …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
فوزي قاسم
07/07/2020 16:18
رأي مقبول في إتجاه واحد، لذلك أطرح التساؤل التالي: مالذي أوصل حركة النهضة إلى أن يتعامل معها الأعداء و الخصوم بمثل هذه الجرأة؟ ألم تدر النهضة ظهرها لحلفائها الإستراتيجيين من الشق اليسار الإجتماعي و أقصد التكتل و المؤتمر و على رأسهم الدكتور المرزوقي ثم توجهت إلى التوافق مع الدولة العميقة بل و تهجمت و رذلت حلفاء الأمس عندما عارضها في ذلك و وصمتهم بالثورجوت؟ صحيح أن التيار ذهب كثيرا في إتجاه اليسار صحيح كذلك أن النهضة فقدت المصداقية و ثقة من كانوا يشاركونها الفكر الإصلاح يمينا و يسارا لأنها حركة لعوب، تمارس السياسة بكم كبير من النفاق و التنافق تحت مسمى التكتيك.