من الطريف اننا نشاهد منذ 15 سنة مسلسل شوفلي حل وكأنما فهمنا عنوانه شوفلي مشكل …

لم ينتظر سيادته سماع خطاب غريمه السياسي ليرد عليه ردا سياسيا (بالرفض او القبول النسبي) بل استبق واعلن القطيعة التامة فنحن الان في وضع كارثي ..للسلطة راسان ومركزان : الرئيس والمعارضة البرلمانية ومعهم احزاب غير برلمانية بشكل غير معلن .

الحكومة المصغرة وحزامها البرلماني (الاغلبي مؤقتا) والحوار بين الراسين مقطوع قطيعة حرب لا قطيعة خلاف. رسائل الحكومة وحزامها ترتد على جدار القصر ...والقصر يتوقف عن ارسال الرسائل ولو بالحمام الزاجل...

هذا وضع غير طبيعي ...ولا يقدم حلولا للناس ...الذين يقبع اغلبهم خارج الصفين منتظرا حلولا لمشاكله .. واظن انه فقد الثقة في الصفين المتقابلين. ولا تظهر جهة وسطى لتخفيف التوتر والسعي بالصلح

سنمكث فترة طويلة نردد الادانات المتبادلة ويقول انصار كل فريق انهم على حق لكن هذا لا يقدم بنا خطوة ... وكل يوم قطيعة يعمق القطيعة. في فرضية ان الحكومة تتقدم لإنجاز شيء ما يرضي الجمهور المحبط بإسناد من حزامها السياسي والبرلماني فإنها ستصطدم من جديد بالرئيس الذي لن يمضي القوانين قبل الاصدار …

في فرضية اسقاط الحكومة واعادة تشكيلها بشخصية يقترحها الرئيس سيغلق البرلمان منافذ مرورها ويسقطها مالم يكن فيها نفس الحزام . ولن يبقى امام اغلاق المنافذ الا ان نذهب الى الصندوق الانتخابي من جديد ..ولو بقانون انتخابي يرفضه الجميع ولا يريد تغييره…

في هذه الفرضية القصوى والمخيفة (مع عدم المامي الكامل بشكليات دستورية تتعلق بسبل حل البرلمان الحالي). هناك سيناريو ضعيف ولكنه ممكن : ان يتحول حزام حكومة المشيشي الحالي الى ائتلاف انتخابي ويوزع قوائمه بذكاء في الدوائر الانتخابية بحيث يحصد اغلبية مطلقة مهما كان تأثير اكبر البقايا ...(سيكون تحالفا غريبا وغير متجانس ) لكن ذكاء التوزيع وترتيب التصويت النفعي سيحسم الامر في برلمان جديد (لا يجب الاستهانة بماكينة انتخابية ثأرية تقودها النهضة) ائتلاف يضمن 109 مهما كانت قوة الفاشية فيه يمكنه فرض شروطه . بدا من اجبار الرئيس على قبول مرشح الائتلاف الانتخابي الجديد ...وانهاء طموحه في فرض شيء اسمه حكومة الرئيس…

في كل السيناريوهات نتائج انتخابات 2019 استنزفت ولم تعد تقدم الكثير ..فالقطيعة التي يدفع اليها الرئيس وفريقه بحجج دستورية وتمترس الحكومة وحزامها بحجج دستورية ايضا قسمت البلد ...وكل رسائل التهدئة لم تعد تصل الى الجهة المعنية بها ....

التعويل على وساطة خارجية تقرب بين الشقين اعتبرها شخصيا عارا وفضيحة ..ولا اظن ان اصدقاءنا وجيراننا معنيين فعلا بها ..في الاخير هناك الكثير من جيراننا يراقبنا ويضحك …

من الطريف اننا نشاهد منذ 15 سنة مسلسل شوفلي حل ...وكأنما فهمنا عنوانه شوفلي مشكل …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات