يا منديلها الأخضر امسح دموع عاري ..

Photo

يسمح لي الحاسوب بالتظاهر بالخجل فأنا أتقن ترتيب عبارات البراءة من فضيحة ولي باع في الكلام لقد ارتقيت لأكون نخبة فاجرة. ويمكنني أن أزعم النواح دون أن يرى أحد ما إذا كنت مستلقيا اشرب نبيذي أو جالسا تحت زيتونة نبكي معا أما دهسها الجوع فعلق أولادها منديل رأسها على سقف البيت كراية وحيدة للانتماء.

أولاد بلا أم ولا وطن ولا راية ولا نشيد وربما يكون إخوة لهم قد ماتوا شهداء من أجل أن ترتاح أمهم في باحة البيت المسقوف بخشب قليل وتنتظر أوبة الأبناء من غزوات الشباب ظافرين.

عاشت أمي قبل زمن الموت على الطريق وانكسرت ساقها تحت زيتونة قديمة فعاشت تجر رجلا وتقدم أخرى وتقول من أجل الأولاد يهون الألم، فإذا بكت فعلت ذلك بصمت حتى لا يرى أولادها دموعها كان زمن أمي زمن جوع كافر لكن لا أحد تاجر بلحمها على الطريق وقد بذلت حتى صار ابنها نخبة يكتب نصوصا خلف حاسوب ويقول كانت أمي. ولقد كانت أمي أما برجل واحدة وأبناء سعداء يسمعون فيروز مع قهوة الصباح.

يا منديلها الأخضر بالنوار الأحمر بدم جف فوق سطح البيت ولم ينطق إلا بالوجع كيف ماتت؟ لقد سقطت من شاحنة. فانكسر ظهرها ونزفت من أنفها ومن ضلوعها ومن الخاصرة. وجمعها العابرون قطعا في فراشية. لكي تدفن في حفرة بالتراكس العجولة قبل أن يتضوع عطر خلاياها بعطر الأمومة البائسة.

يا أمي المكسورة في الطريق كيف أرد لك حليبك؟ أشرف ما يكون أن أتوقف عن مراثي النخبة الفاجرة فبعض الصمت شرف أمام الدم المسفوح على الطريق كان كسر أمي محتملا أمام موت على القارعة. وجثة في زاورة وقبر محفور بآلة تراكس تحت أنظار حكومة قحبة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات