إلا أنه ليس من الحاضرة

Photo

نقلا عن صديقي أستاذ الأدب والحضارة والمهتم بالتراث زهير بن يوسف إن الإمام الرصاع سؤل عمن يصلح لإمامة الجامع الأعظم وذلك في القرن السابع عشر فقال لا يصلح لها إلا محمد براو إلا أنه ليس من الحاضرة .

محمد براو هذا أصيل منطقة ريفية بجبال خمير قرب بو سالم (بوسدرة) ولد سنة 1065 هجرية المقابل 1655 ميلادية ارتقى في مراتب العلم حتى أوشك أن يكون شيخ مشائخ الجامع الأعظم وقد: وصفه الوزير السرّاج بالأستاذ العالم العلاّمة والمدقق الفهامة...شيخ مشائخ الإسلام وعمدة العلماء الأعلام مربي السالكين وفدوة المريدين ومرجع المحققين، ينبوع المعارف والعلوم وكاشف الحقائق والفهوم.

وأضيف مستهديا بما نشر

سيكون علينا دوما أن نطرح أسئلة في العمق من ركب هذه الروح الاقصائية في هذه المدينة؟ ومن منحها حق تملك شرعية متاحة بالحق الطبيعي والكفاءة والعبقرية فحتى الدين الذي ساوى في النص بين الناس لا ينفذ أمره على أهل البلاد وهم مراجع الدين (النص).

عندما نكتب أن التجربة التاريخية أو الإسلام التاريخي ليس النص فيجب أن نخرج من الأمثلة القديمة عن على ومعاوية ونأتي قريبا من لحظتنا لم يكن علم الزيتونة (ووهرة الجامع الأعظم)إلا غطاء لطبقة من بياعة النص الديني العنصريين البغيضين(يشترون بايات الله ثمنا قليلا). حدث هذا مع ابن عرفة(المدنيني) زمن ابن خلدون القرن 15وحدث مع محمد براو (الجندوبي) في القرن السابع عشر ومع محمد الخضر حسين (التوزري الجريدي)في القرن العشرين. والأمثلة أكثر من أن تحصى.

لا يجب أن ننسى بالمناسبة أن الشيخ بن عاشور وهو يعلم أبناء العربان فقه الوضوء والتيمم في ما تبقى من الزيتونة زمن بورقيبة كان أرسل أولاده الثلاثة إلى تملك القانون الدستوري في الصربون فصاروا توارزية قانون وحقوق انسان يحكمون من بعده بعلم الغرب الذي كان والدهم يكفره في وعي العربان.

كيف يجب/يمكن كسر هذه الروح المغرورة الأنانية الاقصائية الفاجرة باسم الدين.؟؟؟ هذه معركة مؤجلة منذ كتبنا عن الثار الرمزي ونصب خيمة بني يزيد أمام القصبة. ثم وجدنا الباجي زعيما يقود الثورة.

كتب عبد الله العروي في العرب والوعي التاريخي أن الوساطة بين المؤمن وربه كانت أصلا تجاريا (باتيندة) تملكه حضر المدن واحتكروه لإغلاق أبواب الله أمام المؤمنين إلا برخصة منهم. أو هكذا قال تقريبا.

إشارة أخيرة لرفاقنا من القائلين بالصراع الطبقي المحرر للشعوب من نير الطبقية والمختصين في قطع الطريق على المرزوقي الذي لم يأت من الحاضرة أن بعض الطبقية ليست تملك رأس المال وإنما يلعب رأس المال الرمزي مكانة مماثلة لرأس المال المالي وأن انحيازهم في معارك التوريث القائمة هو قوادة لرأس المال لا ثورة على الحيف باسم الدين.

إشارة أخيرة لمن يلقي السمع هناك قاعدة يقول بها أهل الحاضرة المحصورة الآن في المرسى بعد أن تخلت عن ديارها القديمة في المدينة العتيقة مقابل تخليد أسمائها(باتنداتها التاريخية) (بن عاشور الاصرم بن عبد الله المنستيري الخ) أن هذا البلد لا يحكمه همامي أو فرشيشي. (حتى ذلك الحين لم يكن بني يزيد وورغمة قد وصلوا إلى العاصمة لا كتجار ولا كفطائرية ولا كاطباء)

إنهم ليسوا من الحاضرة ...فالحاضرة مفتوحة فقط لأبناء الجواري…

فانظر من أمك لتكون …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات