شيماء ابتسامتها في المسيرة كانت ممتلئة بالدّموع، صوتها في الفيديو الأخير يرشح بالبكاء. هي الإنسان الأعزل في مواجهة آلة طحن متغوّلة.
الإنسان بكلّ ضعفه الإنسانيّ الجميل. حين استمعت إليها لم أنج من الاختناق بالبكاء. هي هشّة جدّا وشجاعة جدّا في مواجهة جبن رسميّ لا يفكّر قبل أن يرسل ما يشبه " الميليشيات " لاصطياد النّساء في الشّوارع.
هذا الذي نشاهده من استعراض مخيف لعمليّات الاختطاف لأفراد يمارسون حقّهم الطبيعي في التّظاهر السّلميّ يذكّرنا بما يحدث خلال الحروب الأهليّة من قبل المرتزقة في دول أخرى حيث يصبح الاختطاف تصعيدا للحرب وخلقا لمناخات كريهة.
لا أعتقد أنّ عاقلا ما يقبل أن ننحدر إلى هذه الهاوية، ولا أعتقد أنّ عاقلا يجهل أنّ هناك قوانين وإجراءات تتّخذ لتنفيذ الأحكام دون الاضطرار إلى الاستعراض الفجّ. هذا يعني أنّ البلاد فقدت عقلها المفقود منذ زمن، وأنّنا سندخل ليلا طويلا وزمنا كريها، من تجلّياته هذا السّلوك الغرائزيّ المخيف ومنطق التشفّي والقتل المعنويّ.
على يقين بأنّ الأحكام استهدفت أجمل ما فينا، وبأنّ إرادة القبح المنتصرة حاليّا لن تدوم. أسماء نسائيّة كثيرة سيحفظها التّاريخ لأنّه كانت لهنّ شجاعة مواجهة القبح.
يوما ستكون البلاد جميلة بهنّ.